ترامب يضع لبنان بين "التأويل الدموي للنص القرآني" و"التأويل الدموي للتوراة"

2025-11-09 18:10
ترامب يضع لبنان بين "التأويل الدموي للنص القرآني" و"التأويل الدموي للتوراة"
شبوه برس - خـاص - بيروت

 

شبوة برس – خاص

نبيه البرجي، بتصرّف من محرر شبوة برس

في زيارة استثنائية أولها لقاء أحمد الشرع بالرئيس الأميركي في المكتب البيضاوي، تبدو خريطة النفوذ في المنطقة قابلة لإعادة رسم مغايرة. قال مصدر مقرب من دوائر القرار إن «ما تفعله واشنطن هو إعادة ترتيب مشهد لبناني تُراد له أن يدخل في دائرة إدارة دولية وإقليمية جديدة»، وأوضح أن طيفين إيديولوجيين يقفان على جانبي لبنان: من الشمال «نظام إيديولوجي بالتأويل الدموي للنص القرآني»، ومن الجنوب «نظام إيديولوجي بالتأويل الدموي للنص التوراتي».

 

تتركز الخطورة في أن هذا الخطاب لم يعد مجرد وصف نظري، بل بات أداة سياسية يُستخدمها لاعبون خارجيون لشرعنة تدخلات وإعادة توزيع سلطات على الأرض اللبنانية. فالائتلاف اليميني الإسرائيلي، وفق ما تُشير إليه وقائع الاتصالات المتبادلة، لا يقبل بأي دور سوري أو أي دور يهدد مصالحه الاستراتيجية، بينما الإدارة الأميركية تظهر رغبة في إقامة تحالفات تقطع الطريق على أي حل فلسطيني أو دور عربي مستقل.

 

السؤال الأساسي الذي يطرحه المشهد الآن: هل يتحوّل لبنان إلى ساحة لتسوية تجريها واشنطن وتل أبيب بغطاء سوري، أم يظل مقاوماً لصفقات تحيط به من كل جانب؟ كثير من المراقبين يعتقدون أن ثمة محاولة لفرض «الحالة الإسرائيلية» في مواجهة قوى المقاومة، وما تحدثت عنه تقارير عن تواجد دبابات أو مسرحيات عسكرية إنما هي جزء من تكتيك يهدف لتمهيد أرضية تفاوضية بأدوات القوة.

 

مصادر دبلوماسية لفتت إلى أن موقف الرياض من هذه التحولات لا يزال قيد البناء، وأن التجارب السابقة في آسيا الوسطى أعطت واشنطن هامش مباغت للتحرك، لكن أي صفقة مستقبلية على لبنان ستقابَل باحتجاج شعبي وسياسي على السواء.

 

خلاصة المشهد أن لبنان اليوم ليس فقط محزوراً بين عسكر وسياسة، بل محاصر بأيديولوجيتين تتنافسان على تأويل النصوص لتبرير الاستحواذ. والسؤال الذي يظل مطروحاً: أيّ صفقة منتظرة ستقلب خريطة لبنان السياسية؟