ترامب والجولاني وقبعة "ماغا".. دمية الإرهاب في حضن المشروع الأميركي الإسرائيلي

2025-11-11 21:23
ترامب والجولاني وقبعة "ماغا".. دمية الإرهاب في حضن المشروع الأميركي الإسرائيلي
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – خاص

من متابعات "شبوة برس" للمشهد السوري واللقاءات الأخيرة التي أُجريت مع الإرهابي أبومحمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة سابقًا، بدا واضحًا أن الرجل تحوّل من أمير حرب إلى أداة صغيرة في يد المشروع الأميركي الإسرائيلي، يؤدي أدوارًا مرسومة بعناية في مسرحية "محاربة الإرهاب" التي أنتجها البيت الأبيض.

 

فالجولاني الذي دخل على ترامب من الباب الجانبي في ما سُمي بـ"زيارة خاصة"، بدا كما لو أنه يتلقى تكريمًا على حسن السلوك، لا لقاءً سياسياً متكافئاً. ترامب الذي وصفه بـ"القوي القادم من مكان خشن" لم يكن يجامله، بل كان يعلن رعايته لتلميع تاريخه الدموي، تمهيدًا لمنحه دوراً جديداً في "سوريا المُعاد تشكيلها".

 

أما المقابلة التي أجريت معه فكانت هزيلة بقدر ما كانت مرتبة. إجابات قصيرة، مترددة، شاردة. بدا كمن يقرأ نصاً مكتوباً له سلفًا. تحدث عن سوريا بوصفها "حليفاً للولايات المتحدة"، وعن رغبته في الانضمام لتحالف محاربة داعش، ناسياً أنه أحد مؤسسيها الفكريين والتنظيميين، وأن آلاف السوريين قُتلوا تحت رايته.

 

وفي مشهد أقرب للسخرية السوداء، شبّه الجولاني نفسه بالصحافي الأميركي المفقود في سوريا، ناسجاً مشاعر الأمهات على طريقة المسلسلات العاطفية الرخيصة، بينما دماء الأبرياء الذين قتلهم لا تزال طرية على جدران إدلب.

 

أما تصريحاته عن "الاستثمار الأميركي في قطاع الغاز السوري" فكانت كاشفة أكثر من أي شيء آخر: إنه لا يتحدث كقائد فصيل، بل كوسيط تجاري بين المحتل والطامع، يفتح أبواب البلاد مقابل قبعة ترامب الحمراء "ماغا" التي بدت وكأنها وسام خيانة رسمي على رأسه.

 

الجولاني الذي يخجل من ماضيه في القاعدة، ويحاول تلميع نفسه كشريك محتمل للغرب، لا يدرك أنه مجرد ورقة في لعبة أكبر منه، تُحرّكها واشنطن وتباركها تل أبيب، تمامًا كما تحرك الدمى في مسرح السياسة القذر.