شاخوف حضرموت: رجال الجنوب.. نارٌ لا تنطفئ وجبهةٌ لا تنكسر

2025-11-21 08:03
شاخوف حضرموت: رجال الجنوب.. نارٌ لا تنطفئ وجبهةٌ لا تنكسر
شبوه برس - خـاص - وادي حضرموت

 

*- شبوة برس – عبدالله الديني

حين سقطت جبهات الشمال الواحدة تلو الأخرى، وانهارت المحافظات أمام الحوثي بدون قتال يُذكر، كان هناك رجالٌ في الجنوب يكتبون فصلاً مختلفاً من التاريخ. لم ينتظروا أحداً، ولم يرفعوا رايات الاستسلام، بل وقفوا في وجه الغزو الحوثي وقاتلوه في الشوارع والجبال والوديان… بروحٍ لا تُشترى وبثباتٍ لا يشبه أي ثبات.

 

هؤلاء هم رجال الجنوب… الذين واجهوا المليشيا بالسلاح المتواضع والإرادة التي لا تُهزم. قاتلوها يوم اجتاحت أرضهم، وقاتلوها يوم لم يكن معهم سوى ما حملته أكتافهم من بنادق، وقاتلوها يوم كانت الجبهات تُفتح كل يوم، والدم يسبق الكلام.

 

وبعد أن أثبتوا أنهم لا يهربون من المعركة، ولا يسلّمون أرضاً ولا يساومون على كرامة… جاء دعم التحالف العربي بالسلاح لأن العالم أدرك أن في الجنوب رجالاً يقاتلون بصدق. لم ينتظروا الدعم ليبدؤوا القتال؛ بل قاتلوا أولاً، ثم جاء الدعم لأنهم كانوا وحدهم في الخطوط الأمامية، لا ينهارون ولا يتراجعون.

 

وعندما شكّل التحالف العربي القوات المشتركة، مارست القوات الجنوبية دورها الطبيعي بين صفوف الجيوش العربية في الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية. كانت هناك بثقلها العسكري وبصلابة رجالها، وشاركت في معارك شرسة ضد المليشيات الحوثية وحققت انتصارات كبيرة تشهد عليها قوات الواجب السعودية وقوات لواء العروبة التي رافقتهم في تلك الجبهات.

لم يذهب الجنوبي إلى الحد الجنوبي ليظهر أمام الكاميرا… بل ذهب ليرد الجميل للتحالف العربي الذي وقف مع الجنوب في أحلك الظروف.

 

وفي الوقت الذي استغرقت فيه جبهات الشمال عشر سنوات بدون أن تحرر سوى “شارعين” في مأرب، وتعز ما زالت مقسومة بطربال، كان الجنوب يحقق واحدة من أسرع وأقوى عمليات التحرير، فاستعاد كامل أراضيه خلال شهرين فقط.

شهرين… مقابل عشر سنوات!

والفرق بين الفريقين يصنعه معدن الرجال لا كثرة الكلام.

 

ومع كل هذه البطولات، خرجت بعض الأبواق الصفراء تصف الجنوبيين بأنهم “أرخص مرتزقة في العالم”!

والحقيقة أن من يطلق هذه التهمة هو المرتزق الحقيقي… الهارب في الفنادق والعزب، المساوم على كل طلقة، الباحث عن المال قبل المبدأ، والواقف بعيداً عن الجبهات.

أما الجنوبي الذي قاتل في أرضه، واستقبل دعم التحالف بعد أن أثبت نفسه، وشارك في الحد الجنوبي بجوار القوات العربية وحقق الانتصارات… فهو رجل لا يُباع ولا يُشترى، أصيل في فعله، عربي في مروءته، وجنوبي في شجاعته.

 

هكذا صعد الجنوب من قلب النار، وهكذا أثبت أن الرجولة ليست شعاراً… بل دمٌ يُقدّم، وأرضٌ تُحمى، وموقفٌ لا يتزحزح.

 

✍️ العقيد شاخوف حضرموت