خالد اليماني يكشف الحقيقة المؤجلة: سقوط المرجعيات وانتهاء دولة الوحدة

2025-11-24 10:39
خالد اليماني يكشف الحقيقة المؤجلة: سقوط المرجعيات وانتهاء دولة الوحدة
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

خالد اليماني يكشف سقوط المرجعيات: الوحدة انتهت والحرب أعادت الجنوب إلى مشروعه الوطني

الحرب أسقطت مشروع 1990 والجنوب يدخل مرحلة الصياغة الجديدة لمستقبله السياسي

 

شبوة برس – خاص

في قراءة سياسية جديدة أثارت اهتمام المتابعين، قدّم وزير خارجية الشرعية اليمنية الأسبق خالد اليماني طرحاً واضحاً حول سقوط مرجعيات ما قبل الحرب وانتهاء مشروع الوحدة عملياً. المقال الذي رصده وتابعه محرر شبوة برس يعيد فتح النقاش حول مستقبل الجنوب من زاوية تاريخية وسياسية تتقاطع مع ما يعيشه الواقع اليوم.

 

يؤكد اليماني أن معركة تحرير عدن كانت لحظة الوعي المفصلية التي أدرك فيها الجنوبيون أن الوحدة سقطت بالحرب، وأن الجنوب تحرر فعلياً من سلطة المركز. ويشير إلى أن الرئيس هادي، رغم خلفيته الجنوبية، لم يلتقط تلك اللحظة التاريخية واستسلم لضغوط الأحزاب اليمنية في الرياض، ما سمح بإعادة تدوير خطاب الحوار الوطني رغم فقدانه للشرعية بعد الانقلاب الحوثي.

 

ويعيد اليماني جذور الأزمة إلى ما قبل ذلك بكثير، حين قاد قادة في الحزب الاشتراكي مشروع الهروب نحو الوحدة بعد سقوط المعسكر الشيوعي، لتدخل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في وحدة غير متكافئة مع الجمهورية العربية اليمنية التي حسمت الجنوب عسكرياً في حرب 1994، ما ولّد الحراك الجنوبي السلمي وتطوره لاحقاً نحو المجلس الانتقالي الجنوبي كإطار جامع للإرادة الشعبية.

 

ويشدد اليماني على أن انقلاب الحوثي أنهى ما تبقى من شرعية دولة الوحدة، وحوّل اليمن الشمالي إلى كيان خاضع للمشروع الإيراني، ما يجعل استمرار أي صيغة اتحادية مع الجنوب أمراً مستحيلاً. ويضيف أن صمود الجنوبيين في عدن والمكلا بدعم التحالف كان العامل الحاسم الذي منع سقوط الجنوب في قبضة الحوزات الطائفية.

 

ويؤكد المقال أن الحرب أسقطت كل المرجعيات السابقة، بما فيها القرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني، وأن مؤتمر الرياض 2 اعترف بالمجلس الانتقالي ممثلاً شرعياً وحيداً للجنوب، ومنحه إطاراً تفاوضياً مستقلاً في أي عملية سياسية قادمة، وهو تحول يعكس تغير موازين القوى على الأرض.

 

متابعة وتعليق شبوة برس

تؤكد قراءة محرر "شبوة برس" أن ما طرحه اليماني ليس مجرد رأي سياسي، بل توصيف واقعي لمعطيات باتت معروفة للجميع. وأظهرت السنوات داخل مجلس القيادة الرئاسي أن المشاريع الشمالية متناقضة وغير قابلة للتعايش، مقابل صلابة الموقف الجنوبي الذي عبّر عنه عيدروس الزبيدي ورفاقه بوضوح. وترى شبوة برس أن حديث اليماني ينسجم مع المزاج الشعبي الجنوبي الذي يعتبر أن مشروع الوحدة انتهى بالحرب، وأن مستقبل الجنوب يجب أن يُبنى على أساس جديد يتناسب مع متغيرات الإقليم والتحولات الداخلية.

 

كما تشير الصحيفة إلى أن تكرار سقوط المرجعيات وغياب أي مشروع وطني جامع في اليمن يجعل من حق تقرير المصير خياراً سياسياً وواقعياً، لم يعد بالإمكان تجاهله أو الالتفاف عليه بالوعود المؤجلة التي اعتادت عليها الحكومات المتعاقبة.

 

وتخلص شبوة برس إلى أن الجنوب يقف أمام لحظة تاريخية جديدة، لحظة يكتب فيها مستقبله السياسي بعيداً عن الصيغ القديمة التي انهارت جميعها، وأن ما طرحه اليماني يعكس مرحلة وعي سياسي تتقدّم باتجاه استعادة الدولة وبناء نموذج جديد للاستقرار في المنطقة.