شبوة برس – خاص
أطلع محرر شبوة برس على ما تنشره بعض المواقع الإخبارية الجنوبية، فوجد مفارقة تثير السخرية قبل الغضب. مواقع تدّعي حماية الهوية الجنوبية والدفاع عن مشروع استعادة الجنوب العربي وبناء دولة جنوبية عربية فيدرالية، لكنها في كل مناسبة تروج لعبارات العسل اليمني والسمك اليمني والبخور اليمني، وكأنها تنفذ حملة دعاية مجانية للجمهورية العربية اليمنية التي تزعم أنها تواجه مشروعها.
غيرة شبوة برس وحرصه على الهوية الجنوبية دفعاه إلى التوقف أمام هذا التناقض المعيب. فهذه المنصات التي ترفع راية الجنوب العربي ليل نهار، هي ذاتها التي تسلّم قلمها وعقلها لخطاب يمننة متواصل، يطمس كل ما هو حضرمي وجنوبي، ويعيد إنتاجه في قالب يمني رخيص. وآخر هذه الفضائح كان مع خبر مشاركة شركة لمسات حضرمية في مهرجان العسل المصري، حين اندفعت تلك الوسائل إلى التفاخر بأنها قدمت أفضل عسل سدر يمني، مع أن هذا المنتج حضرمي خالص، أصله وجذره وسمعته وصناعته جنوبية لا لبس فيها.
التناقض الفاضح لا يقتصر على العسل. فهذه الجهات التي تكتب يوميا عن الدولة الجنوبية الفيدرالية لا تجد أي حرج في تسويق الهوية اليمنية في كل شيء من الرياضة إلى الغذاء إلى العطور. وكأنها تعيش حالة انفصال كامل بين الشعارات التي ترفعها وبين المضمون الذي تنشره، فمن غير المعقول أن تتحدث عن استعادة الأرض والهوية بينما تعمل ماديا ومعنويا على إذابة كل ما هو جنوبي في الخطاب اليمني الذي استنزف الجنوب لعقود.
ويؤكد محرر شبوة برس أن الاستمرار في هذا النهج لا يخدم المشروع الوطني الجنوبي، بل يرسخ خطاب اليمننة ويقدّم له خدمات مجانية، ويحرم حضرموت والجنوب العربي من اعترافهما المستحق بمنتجاتهما وتراثهما وهويتهما. ومن المؤسف أن من يروجون لهذه العبارات لا يدركون أنهم يتحولون إلى أدوات لطمس الهوية الجنوبية ومنح صك الشرعية لثقافة سياسية وإعلامية طالما عملت على تذويب الجنوب في المحيط اليمني.
ويبقى السؤال الذي لا تجرؤ هذه المواقع على الإجابة عنه
كيف يطالبون بدولة جنوبية عربية مستقلة بينما يصرون على وصف كل منتج جنوبي أصيل بأنه يمني هل هذا نضال أم حمق سياسي وهل هذا مشروع دولة أم مشروع ذوبان