ظاهرة الفتاوى التكفيرية في الجنوب: نعيب غيرنا والعيب فينا

2025-12-01 12:39
ظاهرة الفتاوى التكفيرية في الجنوب: نعيب غيرنا والعيب فينا
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - عبدالله سعيد القروة

 

مقدمة

لازالت أصداء الفتوى المنسوبة للديلمي، والتي كفرت الجنوبيين حين أعلنوا الانفصال عام 1994، تتردد بين حين وآخر. تلك الفتوى التي حللت دماء الجنوبيين وأموالهم، مخالفةً للشريعة الإسلامية، كانت نتيجتها استباحة الجنوب واحتلاله بالقوة الغاشمة. اليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه بفتاوى جديدة.

 

فتوى جديدة

قبل يومين، ظهرت فتوى بلسان عبدالله بن شعيفان البكري*، يتهم فيها *عمرو بن حبريش بأنه من الخوارج، ويعلن أن حكمه حكم الخوارج، ومن يقف معه أو يقتل معه فهو خارجي. هذه الفتاوى تأتي في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى تهدئة الفتنة وتجاوز الخلافات السياسية.

 

خطر توظيف الدين

إن استخدام الدين في الشأن السياسي وإصدار فتاوى من أشخاص ليسوا بعالمين ولا مفتين، ولا يجوز لهم تكفير مسلم بأي حال، يعتبر إشعالاً للفتنة وتوظيفًا للدين لمآرب سياسية. هذا السلوك يمزق النسيج الجنوبي الذي يحاول جاهدًا أن يلملم شتاته ويوحد صفه لاستعادة الجنوب.

 

نص الحديث

ورد في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّب الزَّانِي، والنَّفْس بِالنَّفْس، والتَّارِك لِدِينِهِ الْمُفَارِق لِلْجَمَاعَةِ."

(رواه البخاري ومسلم)

هؤلاء لم يتركوا دينهم ولم يفارقوا الجماعة، فكيف يُكفرون؟

 

تساؤلات مشروعة

يقول بن شعيفان إنهم خرجوا عن *(الدولة)*، فأي دولة يقصد؟ هل هي الشرعية المعترف بها في معاشيق أم حكومة الحوثي في صنعاء؟ الجنوب حتى الآن لا يمتلك حكومة جنوبية مستقلة، فمن أين تأتي هذه الأحكام؟

 

لسنا مع بن حبريش لأن دعوته، حتى وإن حملت مطالب حقوقية مشروعة لحضرموت، استُغلت لتحقيق أجندات خارجية. نستنكر فتوى الديلمي كما نستنكر فتوى بن شعيفان، ونطالب بتحكيم العقل والشرع، ووقف إساءة الدين للسياسة.

 

يجب وضع حد لفتاوى التفكير هذه وندعوا إلى :

- منع اصدار الفتوى إلا من علماء الدين الثقات ويجب بحث مثل هذه الفتاوى المشبوهة.

- دعوة إلى حوار شامل بين مكونات الجنوب لتوحيد الصف.

- تجريم التكفير السياسي وفرض عقوبات على من يسيء للدين.

 

فلنحرص على أن يكون الدين ملاذ للناس وراحة، لا سلاحًا يمزقهم. نعيب غيرنا والعيب فينا، حين نسمح للفتاوى المزيفة أن تتحكم بمصيرنا.