شبوة، المحافظة الغنية بالنفط والغاز، مجتمع قبلي متناقض مثل غيره من المحافظات الأخرى، شهدت في السنوات الأخيرة بروز أحلاف قبلية حملت مسميات متشابهة. اليوم تطفو تساؤلات حول جدوى هذه الأحلاف، وهل هي تعبير عن تماسك اجتماعي أم مجرد أداة سياسية تُستغل لتحقيق مصالح حزبية ضيقة؟
في شبوة، نجد حلفين رئيسيين يحملان المسمى نفسه تقريبًا، لكن بقيادات مختلفة الانتماءات والولاءات. هذه الاختلافات تضعف تماسك النسيج القبلي وتضر بالنسيج الاجتماعي، وتفتح الباب لصراعات داخلية محتملة.
كما أن غياب الدور الفعلي لتلك الأحلاف يظهر أنها بلا تأثير حقيقي في التنمية أو الأمن أو حل النزاعات كما كان مأمولًا، بل أصبحت مسميات فقط، تظهر في المناسبات الاجتماعية أو كأدوات تحشيد سياسي، بغض النظر عن تدخل بعض المشائخ في حل بعض القضايا، فهذه تحسب لهم شخصيًا وليس للأحلاف.
الخوف من التغول العدائي
ما حصل في حضرموت مع قوات بن حبريش يثير قلقًا مشروعًا من هذه الأحلاف، فإذا تحول الحلف إلى قوة مسلحة تهدد السلطة المحلية وتنشر الفوضى وتسيطر على منشآت النفط، خصوصًا مع غياب مؤسسات الدولة، فإن الخطر يصبح أكبر.
معظم القيادات في الهيئات العليا للأحلاف مشائخ قبائل محدودو التعليم ويفتقرون للقدرة على قيادة حلف يضم قبائل شبوة المختلفة والمتناحرة، وبعضهم يعتمد على الولاءات القبلية، مما يزيد من ضعف تأثير تلك الأحلاف ويجعلها غير قادرة على تمثيل مصالح الجميع.
عوامل مشروعية الحلف
لكي يكون الحلف مكونًا شرعيًا يمثل الجميع يجب:
دمج كل الأحلاف القبلية في حلف واحد تحت مسمى حلف أبناء شبوة.
انتخاب قيادة موحدة من مشائخ القبائل والكفاءات العلمية.
وضع نظام داخلي يشمل قواعد ولوائح تحدد هيكل الحلف وعمله بما يضمن الشفافية والمساءلة.
ومن أجل نجاح عمل الحلف يجب الفصل بينه وبين العمل الحزبي ليظل بعيدًا عن التجاذبات السياسية التي تهدد وحدته.
أهداف تشكيل الحلف
الدفاع عن حقوق أبناء شبوة في الثروة والوظيفة والتعليم والصحة والمرافق الخدمية.
حل النزاعات القبلية وقضايا الثأر.
مساندة السلطات في الأمن دعمًا لا بديلًا.
إعلان صلح عام بين القبائل
يجب على قيادة الحلف بحث كل قضية ثأر على حدة والجلوس مع الأطراف المعنية بحيث لا تشعر أي قبيلة بأن الصلح فُرض عليها، ويكون إعلان الصلح مبادرة شاملة لجمع الكلمة وتقليل الاحتقان وضمان الاستقرار ووقف نزيف الصراعات.
الأحلاف القبلية ليست مجرد مسميات عابرة، بل تعكس واقعًا معقدًا. إما أن تتحول إلى كيانات فاعلة تدعم التنمية والأمن، أو تبقى أدوات لتحقيق مصالح حزبية داخلية وخارجية ضيقة. ولتوحيد أحلاف شبوة يجب إعادة هيكلتها تحت إشراف لجنة محايدة من ذوي الخبرة والكفاءة، ووضع ميثاق شرف يوحدها في إطار واحد ويحدد دورها في المجتمع، ليكون خطوة أولى نحو استعادة دورها الإيجابي.
شبوة تستحق أن تكون أرضًا للتعاون لا ساحة للصراع.