شبوة برس – خاص
نشر الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور جلال حاتم في تغريدة على منصة إكس أطلع عليها محرر شبوة برس رؤية سياسية لمرحلة ما بعد استكمال سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية على كامل أراضي الجنوب. واعتبر أن السؤال الجنوبي لم يعد يتعلق بإمكان استعادة الدولة، بل بكيفية إدارتها بعد أن أصبحت واقعاً سياسياً وميدانياً.
وأوضح الدكتور حاتم أن المشروع الجنوبي انتقل من معركة الهوية إلى معركة بناء الكيان، وأن الشعار الذي رفعه الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي لم يكن مجرد عبارة تحفيزية، بل إعلان لمرحلة جديدة عنوانها الامتحان الحقيقي للدولة ومؤسساتها. وأضاف أن الشرعية الميدانية التي صنعها الجنوب تحتاج إلى ترجمة سياسية وقانونية حتى لا تتحول الانتصارات العسكرية إلى عبء لاحق.
وتابع محرر "شبوة برس" اشارة الكاتب في تغريدته إلى أن الجنوب بحاجة عاجلة إلى إطار دستوري انتقالي يحدد شكل الحكم والتنظيم المؤسسي ويمنع تعدد القرار. كما شدد على ضرورة بناء مؤسسات سيادية قوية تشمل جيشاً موحد العقيدة، وأجهزة أمنية محترفة، وقضاء مستقلاً يعيد الثقة إلى المواطن ويحصن الدولة من الفساد.
وتطرق الدكتور حاتم إلى التحدي الاقتصادي باعتباره حجر الزاوية في بناء الدولة، مؤكداً أن الجنوب لا يمكن أن يعتمد على المساعدات أو الوعود النفطية، بل يحتاج إلى إدارة فعالة للموانئ والمنافذ، وإصلاح النظام المالي، وإنشاء صندوق سيادي، وتوجيه الاستثمارات نحو البنية التحتية والتعليم والتكنولوجيا.
وفي البعد الخارجي، رأى أن الاعتراف الدولي لا يقوم على النيات بل على قدرة أي كيان ناشئ على أن يكون عاملاً للاستقرار في البحر العربي وباب المندب ومنظومة أمن الطاقة. كما دعا إلى تأسيس هوية وطنية جامعة تنتقل بالمجتمع من روح المقاومة إلى روح الدولة.
وختم الدكتور جلال حاتم بالقول إن التحرير نصف الانتصار، أما النصف الآخر فهو البناء، محذراً من أن التاريخ لا ينتظر المترددين، وأن الجنوب يقف أمام فرصة نادرة لصياغة مستقبله كدولة قادرة على البقاء والتأثير.