حضرموت أم الثورة الجنوبية.. بايعشوت وبن داؤود والنشيد الجنوبي الحالي

شبوة برس – خاص الأستاذ علوي بن سميط

من وحي حضرموت النابض بالحرية، خرج النشيد الوطني الجنوبي الحالي، الذي أصبح صدى جماهير الجنوب في الساحات والاعتصامات والمسيرات واللقاءات الرسمية للمجلس الانتقالي الجنوبي، متحدياً الزمان والمكان. البداية كانت عام 2007، حين بدأ الشاب الحضرمي حسين بايعشوت من مدينة الشحر بوضع ألحان النشيد، في خطوة سرية خوفاً من الأجهزة الأمنية، ومع مرور الوقت وسعيه لإكمال الفكرة، التقى بالشاعر محمد بن داؤود عام 2011 ليكتب كلمات النشيد، ليكتمل المشروع في 2012.

استمر الأصدقاء في دعم العمل، وكان أبرزهم أشرف قحطان، بينما تحمل استديو سمعون في الشحر مغامرة تسجيل العمل، وتم توزيعه لاحقاً على قرص (CD) ووصل إلى قناة عدن لايف ومكتب الرئيس علي سالم البيض بالخارج. وفي أكتوبر 2017، التقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي بالشاعر والملحن في المكلا، مثنياً عليهما وموجهاً بتسجيل النشيد مجدداً بنفس الكلمات والألحان في إحدى الدول العربية.

بهذا، أصبح النشيد الجنوبي صناعة حضرمية خالصة، ينتقل صداها من باب المندب إلى المهرة، ومن بحر العرب إلى تجمعات الجاليات الجنوبية وفروع الانتقالي بالخارج. ويؤكد الباحث د. سعيد بايونس في بحثه المنشور بمجلة فنار عدن الثقافية (العدد 15، يناير 2023) أن الحضارم كان لهم دور مستمر في صناعة النشيد الوطني عبر العقود الماضية، سواء قبل الاستقلال عام 1967 أو بعده، وصولاً إلى النشيد الحالي.

أبيات النشيد الوطني الجنوبي المعتمد حالياً تعكس روح الانتماء والفداء والولاء للجنوب:

موطني .. عزتي

سوف أحميك بروحي ودمي

ثورتي .. رايتي

في العُلا والمجد تحيا يا جنوب

الله أكبر للعدى .. تدوي في الدنيا نشيد

كل الوفاء والولاء .. لموطني والشهيد

ترابه كُحل العيون

أرواحنا فيه تهون

قسماً بربي لانخون

إنا أُسود في الحروب

تحميك يا أرض الجنوب

نرعى الجوار والذمام

إسلامنا دين السلام

يا بلادي يا بلادي

هكذا ولدت صناعة حضرمية أصيلة للنشيد الجنوبي، بين الحلم والعمل والمثابرة، لتظل الحضرموت أم الثورة الجنوبية التي أضفت على النشيد صدى الأبطال وروح الصمود.