تظهر الأيام والأحداث وعمليات القتل المنظمة لخيرة رجال حضرموت وشبابها المؤهل أن الأمر لا يعني شيوخ السلفية من قريب ولا من بعيد, بل ربما عدم إدانتهم واستنكارهم لقتل الحضارم يخفي إغتباطا بذلك وسكوتهم عن ذلك تشجيعا لعناصرهم وفرقهم الميدانية المكلفة بالقتل .
فهم يلتزمون نهجا صارما في الولاء يحدد حلاله وحرامه من "المركز المقدس في صنعاء" , لذى لم نسمع لا معلم ولا متعلم من سلفية حضرموت يدين أعمال القتل اليومية المنتظمة للحضارم .
فخلال عشرة أيام قتل 6 رجال من أفضل الكفاءات العليا الحضرمية من الجيش والأمن ولم نسمع لهواة القتل والفتنة المذهبية أي صوت مستنكر أو مدين لقتل الحضارم .
بل أن معركة شيوخ السفلية الحضارم خارج حضرموت هناك بعيد في دماج وما حضرموت في نظرهم واستراتيجيتهم إلا مخزون مالي تتكفل به جمعيات البر كواجهة يتسترون بها ومن أموال المحسنين الحضارم خارج حضرموت ومخزون بشري من الأغبياء المضحوك عليهم بالحور العين وصكوك الجنة للزج بهم في معارك عدمية لا مبرر لها دينيا ولا أخلاقيا في أودية دماج وقفارها وجبالها .
وقد شن عدد من الصحفيين والنشطاء الحضارم على صفحات التواصل الاجتماعي (فيس بك) هجوما لاذعا على الشيخ ناظم باحبارة خطيب مسجد جامع عمر بالمكلا على خلفية خطبته الاخيرة التي استنكر فيها الصمت الحكومي إزاء مايتعرض له طلاب العلم بمنطقة دماج بمحافظة صعدة من قبل الحوثيين الذين يمارسون منذ أشهر (ما وصفه باحبارة) بحملة إبادة لإشاعة المذهب الحوثي في كافة مناطق المحافظة .
واعتبر بعضهم خطبة باحبارة في مجملها تحمل تلميح مباشر لدعوة الشباب للذهاب والقتال في (دماج) تحت غطاء (الجهاد) مشيرين إلى ما تعانيه حضرموت من ويلات على امنها وإستقرارها وما لحقها من ضرر ممن يقاتلون تحت مسمى الجهاد فيها .
وكتب الزميل محمد بوصالح الشرفي على صفحته الشخصية في الفيس بك منشورا احتوى عبارات : (تنتهي القداسة الدينية حينما تصبحون محللين ومسخرين للسياسية .. الخطيب ناظم باحبارة يستخف بالمصلين ويحشد للقتل! .. وماذا عن القتل في حضرموت ؟ هل هذا لا يعنيك ؟) .
وقال الزميل الشرفي في منشوره : (لايزال العديد من خطباء الجوامع في مدينة المكلا المنتميين لتيارات وجماعات سياسية مؤدلجة يمارسون الاستخفاف بعقول الناس ، ويمارسوا التضليل والتهرب من الجرائم القريبة التي تحدث في مدنهم ولهم علم ومعرفه بمرتكبيها سوا مباشره او غير مباشر) .
و اوضح الشرفي بأن الشيخ ناظم باحباره يطل بدورة التقليدي السياسي من منبر جامع عمر في المكلا متهما اياه بتسخير المنبر لجماعة طرف في حربها بصعدة بين طوائف لا شأن للمصلين في مسجد عمر فيها في حين يستخف ويرفض التحرك ضد عمليات القتل التي ينفذها شباب ينتمون لتنظيم القاعدة او جناح أنصار الشريعة ، و للشيخ ناظم العلم الكثير بما يحاك و كيف يتم هذا التوجه اموره وعلى ما يستند القاتل ! للقتل بحق الأمنيين او العسكرين او آخرين كونه يعتبر خطيب ديني وله من الاصدقاء والزملاء والطلبه الدارسين كثير ممن هم في تلك الصفوف .
وهنا يظهر المغزى من هذه الخطبه والحشد للقتال في دماج و حث الشباب من أبناء حضرموت على ماسميتموه جهاد في دماج ، تدعونهم لمصير بين قاتل ومقتول .
وخاطب الشرفي الخطيب قائلا : (يا سيد ناظم تأكد انك تخوض في تضليل و تتستر على كل جرم ، من خلال صمتك و من خلال تحويل انشغالات الناس بما لا يعنيهم ولا يعني أمنهم . هل يجوز الاستخفاف بالناس واولويات امورهم , نحن في المكلا ومالنا ومايحدث من صراع في دماج بين طرفيين سياسيين في الأول قبل ان يكونوا طوائف دينية) .
واستطرد في مخاطبته لباحبارة : (قد تربطك أواصر مع احد أطراف الصراع , لكن ما يعنينا هنا اخطر واهم ، وتزايد القتل ، والبؤس وانفلات الامن وثق ان توجهك السياسي قد ظهر ولم يعد خافي على احد , وانتم كل يوم تظهرون عكس ما تقولون أنكم رجال دين بعيد عن السياسة ولن تتمكنوا من إخفاء الولاء الحزبي والجماعاتي , لابد ان نقول فيكم حتى تظهر أثوابكم الحقيقية .