أصدرت رابطة علماء اليمن يوم الإثنين بياناً تستنكر فيه وتدين حملات التحريض المذهبي والطائفي التي تبيح حرمة دماء الحوثيين بدعوى أنهم روافض يتبعون المذهب الاثنى عشري.
ويأتي هذا البيان على خلفية ما تتناوله وسائل الإعلام من أخبار ومقالات تتضمن تكفير الحوثيين واعتبارهم من الروافض الخارجين عن الملة خصوصاً بعد الفتوى التي أصدرها مدير مركز دماج السلفي في محافظة صعدة يحيى الحجوري والتي تتهم الحوثي بالرفض وتعتبره وأتباعه كفاراً يجب قتالهم واستباحة دماءهم..
وفيما يلي نص البيان:
"بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) {النساء/93} وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا يَزَالُ الْمَرْءُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يَلْقَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِدَمٍ حَرَامٍ". وقال صلى الله عليه وعلى آله: "لَهَدْم ُالكَعْبَةِ حَجَرَاً حَجَرَاً أَهْوَنُ عَلَى اللّهِ مِن قَتْلِ مُسْلِمٍ".. وبعد:
تتابع رابطة علماء اليمن بقلق بالغ مايجري من حملات التحريض الإعلامي التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام المختلفة من قنوات وصحف ومجلات ومواقع إلكترونية من حملات تحريض وتفسيق وتكفير وتضليل ودعوات وفتاوى شاذة تدعو إلى الاقتتال والتناحر الطائفي والمذهبي..
إن رابطة علماء اليمن وهي تستنكر ذلك بشدة لَتؤكد أن إذكاء الفتنة الطائفية والمذهبية يعتبر عملاً إجرامياً يتنافى مع أبسط مبادئ وقيم الدين وأسس التعايش السلمي والتسامح الإسلامي والإنساني وتؤكد حرمة الدماء والأعراض والممتلكات.. إن مثل هذه الأعمال محرمة شرعاً، ولا يجوز أن تستباح الدماء وتنتهك الأعراض والحرمات باسم الدين وبفتاوى الجهلة المتعالمين خدمة لجهات خارجية ولأغراض سياسية لا يرضاها الدين، وتنفيذاً لمخططات أجنبية، ويكفينا عبرة ما حدث ويحدث في العراق والشام وأفغانستان ومصر والصومال وبعض البلدان العربية والإسلامية..
إن رابطة علماء اليمن تؤكد أنّا نعيش في يمن التسامح والحكمة والإيمان، والذي عرفت به اليمن طوال تاريخها من التعايش بين الشافعية والزيدية والذي امتازت به على غيرها من البلدان، اليمن الذي قال فيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَلْيَنُ قُلُوبًا، وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً، الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ"..
إنّا في رابطة علماء اليمن ندعو الجميع إلى التعايش السلمي وندعو الجميع حكومة وسلطة وأحزاباً وأفراداً ومجتمعاً أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه هذه الأحداث الخطيرة التي ينساق إليها البعض خدمة لأهداف وأغراض مشبوهة لا تخدم إلا أعداء الله وأعداء الأمة والمتآمرين على اليمن والعالم العربي والإسلامي من أتباع القوى الأمريكية والصهيونية..
إننا ندعو الجميع إلى اليقظة والحذر الشديد من منابر الفُرقة والانقسام ومن الفتاوى التكفيرية..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحقن دماء المسلمين وأن يصلح ذات بينهم وأن يؤلف بين قلوبهم وأن يجعلهم عاة محبة وسلام وأخوة ووئام، جنب الله اليمن والإسلام والمسلمين شرور الأعداء ومؤامراتهم ومخططاتهم.
والله من وراء القصد..
صادر عن رابطة علماء اليمن