عدن مدينة مغوية!

2013-10-30 12:10

 

عدت للتو إلى الفندق بعد رحلة آسرة في مدينة عدن استغرقت 12 ساعة بدات من خورمكسر فصيرة فكريتر ثم صيرة مجددا عندالغروب.

تابعنا، أصدقائي الرائعون وأنا، المشي باتجاه عدن مول (لا أحب المولات).

امضينا ساعة ونصف تقريبا قبل ان نقرر بالاجماع المغادرة مشيا باتجاه ساحل ابين.

هناك بنينا معبد "حشوش"، وقد أردينا عشرات السياسيين والصحفيين والأدباء والناشطين والحقوقيين.

بعد ساعتين من الضحك قرر العزيزان رشيد ورضية المغادرة، وبقي المنشقون والعصاة والانتحاريون (فهمي السقاف وكريم الحنكي وأنا).

في ال 11 ليلا جاء رجل من آخر الساحل يسعى.

قبل أن نميزه كان قد ميز الاثنين اللذين يعرفهما جيدا، وإذ تقدم للمصافحة باغتني بالقول: أهلا سامي! استغرقت بعض الوقت لأميزه، قبل أن ينجدني صاحب الكرامات "الحبيب" فهمي السقاف بتعيين الرجل الذي دهمنا في معبد الحشوش.

بعد دقائق أدركت سبب اكتشاف الدكتور هادي المعبد في العتمة.

ليس نظره الحديد هو الذي يرتدي نظارة طبية، ولا هو سمعه المرهف الذي يميز الأصوات من بعيد، لا! بل ملكة الحشوش التي وجهته بدقة إلى المكان الذي يمكن لها أن تتجلى فيه كما ينبغي.

بعد ساعتين كان "الحوار" قد سقط مغشيا عليه؛ حوار موفنبيك أقصد، حوار ذروة الهضبة غير بعيد من سفح جبل نقم، بالقرب من أشهر وأكبر سوق لبيع الأرانب في اليمن (!) وليس حوار الساحل الذي استمر ضاجا بالقفشات والقهقات والأشعار الشعبية والفصحى.

في الواحدة بعد نص الليل كان الجوع ينهش "الحشاشين" الذين ما اغتالوا يوما ارنبا أو كلبا أو قطا أو بشر! لكنهم لم يترددوا في مطعم في الشابات في نهش دجاجتين كاملتين دون أن يرف لهم جفن.

عدن، على عهدها، مدينة مغوية.

وعلى الطريق إلى الفندق قال الذي جاء من آخر الساحل يسعى: "سامي، كم هي عدن آسرة، وهي ستكون آسرة أكثر لو أن البدو والدحابشة غادروها".

اطلقت آخر ضحكاتي في يومي الحافل بالمتعة والمرح، وباركت قول البدوي بإيماءة متحمس لخوض حرب استرداد ضد كل الأعداء، بدوا ودحابشة ... وكل من يسلك سلوك الفساد في "أم العدينات" والشقيقة الكبرى ل"العدنات" التي تقاوم القبح والشر والإهمال والتدمير، تقاوم أسوار الغزاة وجدران الكراهية لأنها تستبطن من الجمال والرحابة ما يكفيها للبقاء في عين العاصفة عقودا طويلة!