الجنوب مصدر إلهام ثوري

2014-01-19 18:11

 

ان فضل شعب الجنوب وثورته التحررية على دول ما يطلق عليها بالربيع العربي لا ينكر , ولا يمكن تجاهله أو تغافله بعد ان اصبحت شعاراته وممارساته النضالية في الميادين والساحات مصدر إلهام ووحي ثوري لكل التواقين للحرية والانعتاق من براثن الجبابرة والمتسلطين .

 

ومن العجيب والغريب في هذا الشأن أن ينبثق من بين ثنايا تلك الشعوب الثائرة , شعباً كان يفترض به ان يكون عوناً وساعداً لشعب الجنوب في ثورته السلمية التحررية , بحكم القرابة والجوار , وان يستلهم من الجنوبيين ثورتهم ونضالهم التحرري , والسير على نهجه وخطاه , إلا أنهم اختاروا الصد والنكران والوقوف بالضد من الحق المشروع لأخوتهم وجيرانهم , واصبح ظلم ذوي القربى ( هؤلاء ) اشد من وقع الأسنة . بل وبلغ بهم الحقد والكيد ان اصبحوا هم مصدر التشويش والتسفيه لقضية اخوانهم العادلة .

 

وبما ان هؤلاء القوم لم يجبلوا على الحكمة والعمل الرشيد , وافتقدوا القدرة على العمل الثوري النضالي باتوا يستلهمون من الجنوب ثورته ونضالاته , ولكن ... بدلاً من ان يجعلوها مصدراً ووحي لتحررهم من العبودية والأذلال أسوة بشعوب الربيع الأخرى , نراهم يستلهمون من هذه الثورة مايخدم مصالحهم ومخططاتهم ( اليمنصهيونية ) في صورة تآمرية فاضحة تكشف مدى زيف دعاوى الوحدة والأخوة التي لطالما تشدقوا بها ولازالوا على الجنوبيين , فهاهم وبدلاً من الوقوف الى جانب اخوتهم الجنوبيين حينما رفع الجنوبيون شعار : ثورتنا .. ثورة تحرير , صاحوا هم بأعلى صوت نفاقاً وتضليلاً شعار : ثورتنا .. ثورة تغيير , في صورة فجة لمغالطة الرأي العام العربي والدولي واستغفاله .

 

وكأن الجنوب والشمال شعب واحد , ولا يريدوا سواء التغيير ! فأي تغيير صار ؟ وحينما علا صوت الحراك الجنوبي وارتفع ليلامس اسماع العالم , هللوا وكبروا بظهور الحراك الشمالي وبدلاً من ان يكون حراكهم , اداة خير ومعين للجنوب , اصبح كله بأجمعه النقيض والشر الذي يكيد على الجنوب وشعبه . وحينما ظهرت للسطح وكمخرجات للحوار ( اليمني ) المزعوم ما أطلق عليه في الادبيات السياسية بـ( القضية الجنوبية ) زعموا كيداً وتضليلاً في محاولة عبثية لخلط الأوراق , أن لديهم ايضاً القضية المأربية والقضية التهامية وقضية صعدة ( العادلة ) وووالخ . ولم تسلم من كيدهم وتضليلهم حتى الهبة الشعبية التي اعلنتها قبائل حضرموت وساندتها قبائل الجنوب عامة , فهاهم وكما نراهم اليوم يستلهمون مفهوم الهبة الشعبية تحت مسمى ( الفزعة المأربية ) فلا فزعة رأيناها , ولا صرخة سمعناها , سوى اصداء من نقيق الضفادع ونعيق الغربان .

 

ويبقى السؤال الاخير : ترى ما الذي سيستلهمه هؤلاء الشماليون من شعب الجنوب وثورته في الأيام القادمة ؟ وما الشكل الشيطاني الذي سيتم فيه توظيف هذا الأستلهام ؟ .

 

كلمة أخيرة : حقاً الجنوب مصدر إلهام ثوري .