المُهجرون قسراً من منطقة عبدالله غريب بساحل حضرموت ..معاناة التهجير والتسويف لا تزال مستمرة .

2014-03-10 06:25
المُهجرون قسراً من منطقة عبدالله غريب بساحل حضرموت ..معاناة التهجير والتسويف لا تزال مستمرة .
شبوه برس - المكلا حاص - محمد اليزيدي

 

من جديد نعود لقضية المُهجرين قسراً في حضرموت،  لنروى لكم فصول جديدة من المعاناة المستمرة منذ الأسابيع الخمسة الماضية جراء التهجير عن أرضهم ومنازلهم  و التسويف الحكومي واللامبالاة في التعامل معهم ومع قضيتهم.

 

نفتتح هذا الفصل من قصة المعاناة بتزايد ضغط أهالي مدينة الغيل على اللجنة الشعبية بالمديرية  من أجل إيجاد حل لقضية المُهجرين قسراً من أبناء قرية (عبدالله غريب) والعمل على إخراجهم من مخيم الإيواء ( ثانوية باوزير ) الذي وضعتهم اللجنة فيه قبل نحو شهر.

 

حيث أن الطلاب ومن حينها وهم متوقفون عن  مواصلة مشوارهم الدراسي  خصوصاً وأن الكثير منهم على موعد بعد عدة أسابيع مع الامتحانات العامة لطلبة المستوى الثالث الثانوي.

 

لم يجد القائمون على اللجنة الشعبية من خيار أمامهم في ظل التجاهل الرسمي لقضية المُهجرين ، سوى الطلب منهم مغادرة مخيم الإيواء من أجل أن يتمكن الطلاب من مواصلة العملية التعليمية .

ورغم حجم الإحراج والأسى وعدم معرفة أكثر من (829) شخص غالبيتهم من نساء وأطفال و الشيوخ  أين سيكون مصيرهم وإلى أين سيذهبون .  إلا أنهم لم يترددوا لحظة واحدة في تلبية طلب الإخلاء حتى لا يكونوا عائقاً أمام مستقبل أبناء المدينة  التي احتضنتهم بالكثير من الحب.

 

تمت عملية الإخلاء من المخيم على مرحلتين الأولى بدأت يوم الخميس الماضي ، فيما الثانية تحققت يوم السبت الماضي.

لم يكن أمام المئات من النساء والأطفال والشيوخ من مكان آخر يأويهم  سوى التشرد وتفكك شملهم  بين الأقارب والمعارف في الوديان والمدن . بعد أن استبعاد  خيار تسكين جزء منهم في منازل المتضررين من كارثة فيضانات عام 2008، بعد أن رفضت السلطات المختصة  إيصال المياه إلى تلك المنازل والتي يُقدر عددها بنحو (30) منزلاً، لا يوجد بها أي خدمة مياه أو كهرباء أو حتى صرف صحي.

 

 كان المبرر الرسمي لهذا الرفض يكمن في أن مسئولية إيصال المياه إلى تلك المنازل من مسئولية صندوق الإعمار الذي قام ببناء تلك المنازل. بحسب ما أكدته مصادر في السلطة المحلية بغيل باوزير.

 

فيما نشاط صندوق الإعمار متوقف منذ أشهر نتيجة لعدم إفراج وزارة المالية عن مخصصاته المالية.

 

بحسب أحد عناصر اللجنة الشعبية فإن خيار توزيع المُهجرين على أقاربهم ، كان خيار قاسي ولم يرغب به الكثير منهم ، خصوصاً وأنهم يستشعرون الحرج من أن يُشكلوا ثقلاً على أقاربهم.

 

ممثلون عن المُهجرون قسراً كانوا قد التقوا يوم أمس الأحد بالأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة السيد / صالح العمقي، والذي جدد لهم الوعود التي لا تُشبع ولا تُغني من جوع ، وهي ذات الوعود التي ظل يُكررها لهم منذ أسابيع. غير أنه هذه المرة وعدهم بأن يُحدد لهم موعداً اليوم الاثنين للقاء السيد / خالد الديني ، محافظ المحافظة.  للنظر في قضيتهم  وتحديد موعداً لسحب نقطة (عبدالله غريب ) وتغيير موقعها.

 

مصادر في اللجنة الشعبية تحدثت عن احتمالية  أن يذهب رجل الأعمال السعودي الحضرمي الأصل (عبدالله بقشان) وبعض الأعيان برفقة ممثلي المُهجرون لمقابلة المحافظ من أجل المساهمة في تشكيل ضغط على السلطة لإنهاء معاناة أبناء قرية عبدالله غريب المُشردين منذ أسابيع عن منازلهم بشكل قسري.

 

غير أنه من المستبعد أن يُعقد ذلك اللقاء خصوصاً مع انتشار أنباء تتحدث عن مرور المحافظ بوعكة صحية هذه الأيام