لدى مجلس الأمن الدولي قائمة لمعرقلي التسوية السياسية في اليمن بينهم من يعتقد انه من مهندسي هذه التسوية ومن قادة الثورة الشبابية في الشمال .. قبل بدء الحوار وعقب عودتي من لندن التقيت بشخصية سياسية كبيرة في الدولة حدثني من وقتها عن تلك القائمة التي يفترض ان تترك اليمن لمدة خمس سنوات تم تعود بعد ان يتم الانتهاء من كافة مراحل التسوية والانتقال باليمن الى مرحلة جديدة تكون قد أنهت فترة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح .
شرح لي ذلك المسؤول ان الوضع في اليمن لن يستقر والتسوية ستتعثر طالما بقيت هذه القائمة في اليمن ، وأوجز لي اسماء أساسية ابرزها علي عبدالله صالح ونجله احمد وعلي محسن الأحمر وأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر حميد وصادق ، بالاضافة الى سياسيين وقادة عسكريين تصل القائمة من يجب ابعادهم عن اليمن خلال المرحلة الانتقالية حينها حوالي ٣٠ فردا.
أوضح لي ذلك المسؤول حينها ان العرقلة ستحصل في اليمن ولن تستقر الأوضاع اذا لم تخرج تلك القائمة والتي أعدت بعناية من البلاد ، وأوضح ان هناك نية لدى دول مثل قطر والسعودية على استقبالهم للمدة التي سيتفق عليها معها.
اليوم كل ما أشاهده على الارض يؤكد ما قاله ذلك المسؤول قبل ما يقارب العامين ، وبرزت العرقلة ليس سياسيا ، بل وعسكريا حد الانقلاب العسكري الذي أفصح به الرئيس عبدربه منصور هادي الشهر الماضي عقب إغلاق قناة اليمن اليوم .. ولكن لماذا لم يتم تفعيل تلك الفكرة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم .. الإجابة ببساطة ان تلك القائمة بدون شك تعتقد انها المالكة الشرعية والتاريخية للبلاد والعباد ، وانه وبدون شك جرى رفض هذا المشروع للخروج الأمن لهؤلاء من قبل المعنيين أنفسهم .. السؤال اذا كان مجلس الأمن الدولي عاقد العزم على إنقاذ اليمن من الانهيار والانزلاق الى الفوضى كما يجري الأعداد لها ، لماذا لم نسمع حتى الان بالإعلان رسميا وعلنا عن الأسماء المعرقلة ومطالبتهم الخروج من اليمن لإنقاذ التسوية وإنقاذ البلاد من الدخول في حرب طاحنة لا سمح الله بدأت تبرز وبشكل كبير في الحروب التي وصلت حد عمران وتتجه من منذ امس الاول الى الجوف وهي حروب قد تمتد الى الجنوب من خلال إعطاء الإشارة لمن يسمون أنفسهم بالقاعدة وتحركهم أيادي في الشمال القيام بتفجيرات كبيرة في مدن مهمة في الجنوب لخلط أوراق التصفيات السياسية شمالا.
لا يكفي ما اصدره مجلس الأمن الدولي امس في تحذير الحوثيين والأطراف المسلحة الاخرى والتي يشير فيها الى مليشيات حزب الإصلاح بل كان الأجدر بان يتم توجيه التحذير بشكل علني وواضح بالأسماء المعرقلة في اليمن ، لان الطريقة التي يتم تعامل مجلس الأمن الدولي مع هؤلاء وكأنه يدفعهم الى مزيد من اعمال الفوضى وتخريب المخرب .
بصراحة باتت بيانات مجلس الأمن الدولي والمبعوث الدولي أشبه بمن يعطي مسكنات لمرض بحاجة الى عملية جراحية لاستئصاله من الجسم ..
لم يعد ينفع في اليمن الا الإعلان عن اسماء هؤلاء المعرقلين الذي يعرفهم رئيس الدولة ويعرفهم المبعوث الدولي الى اليمن جمال بن عمر ويعرفهم الشعب اليمني أيضاً ، وإخراجهم من البلاد لفترة زمنية لإنجاح التسوية سياسيا وإنقاذ اليمن من الدخول في فوضى مسلحة لا يحمد عقباه.
لا ينفع مع هؤلاء المعرقلين لا الهنجمة الدولية بتجميد الأموال او منعهم من السفر ، اذا لم يتحرك مجلس الأمن الدولي وبشكل سريع الى المجاهرة والإعلان بأسماء هؤلاء والوقوف بقوة ان تطلب الامر إخراجهم من اليمن ، فان مجلس الأمن الدولي سيكون شريكا اذا دخلت اليمن في فوضى باتت ملامحها واضحة ، وبات المواطن يعيش هاجس الانزلاق الى حرب أهلية وصراع على السلطة سيستمر طويلا لا سمح الله.
فهل يعقل ان يدخل اليمن في حرب طاحنة والسبب وجود ٣٠ شخصا يتصارعون على السلطة والنفوذ ويعرفهم العالم بالأسماء ؟ .. اذا كان مجلس الأمن الدولي لا يستطيع اخراج ٣٠ شخصا فيكف سنصدقه انه يريد إنقاذ ٢٢ مليون؟ .
* لطفي شطارة - ساسي جنوبي مشارك في مؤتمر الحوار