الرئيس هادي لا يأخذ بالنصائح إلا متأخراً

2014-10-11 15:27

 

في عدد من المقالات بعضها كتبت بعضها منذ عدة أشهر وربما لو أخذ البعض منها مبكراً لساهمت في التقليل من الخسائر والتداعيات فالضرب علي الحديد وهو ساخن بالإمكان تطويعه من الضرب علي الحديد وهو بارد !!

اولا - وففي مقالة لي كتبتها بتاريخ ٩ / اغسطس الماضي بعنوان ( وقفة امام الأحداث الحالية والمطلوب عمله من الرئيس هادي )أوضحت في الفقرة ١- بدعوة مجلس الامن الي الانعقاد في جلسة طارئة

 

وكتب هذا المقال في فترة حصار صنعاء من قبل الحوثيين قبل دخولهم العاصمة والتمركز فيها والآن بعد شهرين وأكثر يتم دعوة مجلس الامن للأنعقاد في جلسة طارئة الذي سيجتمع في يوم الاثنين المقبل ١٣ / أكتوبر  ويبدو ان ذلك جاء علي اثر اجتماع السيد الرئيس بممثلي الدول العشر وكان من الأفضل ان يعقد اجتماع مجلس الامن بطلب من اليمن مباشرة وبعد التشاور مع الدول المعنية كما أشرت في مقالي وربما فضل الرئيس ان يتم طلب انعقاد مجلس الامن من قبل الدول المعنية لاعتبارات الأوضاع الداخلية واسرد هنا الفقرة المتعلقة بهذا الموضوع كما كتبتها في ٩/ اغسطس الماضي

 

(١- دعوة مجلس الامن الي الانعقاد في جلسة طارئة بتكليف وزير الخارجية اليمني التقدم بهذا الطلب الي مجلس الامن ومن المحبذ ان يتم ذلك بالتنسيق مع بعض الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي فالأمر في صنعاء وحواليها لا يحتمل الانتظار

فقرار مجلس الامن الأخير رقم ٢١٤٠ لعام ٢٠١٤ والبيانات الرئاسية اللاحقة أكدت علي أمرين أساسيين العمل علي تنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الشامل وإقراره ابقاء المسألة قيد النظر

وعليه يجب إشراك المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته امام ما يحدث في اليمن وعلي الرئيس هادي ان يدعوهم بتحريكه الي تحمل هذه المسؤولية فسقوط عاصمة لدولة عضو في الامم المتحدة ليس أمرا بسيط وما قد يترتب علي ذلك من نشوب حرب أهلية وقيام عدد من دول المنطقة بالتدخل لمساعدة الأطراف الموالية لها)

 

ثانيا- في مسألة ممارسة الرئيس صلاحياته الدستورية بتكليف رئيس الوزراء لتشكيل الحكومة

**

كتبت مقالا بتاريخ ٢ / أكتوبر الحالي بعنوان سلطات الرئيس هادي الدستورية ليصبح " سيد قراره " وفي الفقرة الأولي منه أشرت ان موضوع ( تكليف رئيس الوزراء اختصاص حصري لرئيس الجمهورية ) مما يعني ليس علي اي طرف اخر تقييد سلطات الرئيس بهذا الشأن كما عمد اتفاق السلم والشراكة تقييد الرئيس بشروط يجب توفرها في اختياره شخصية الوزراء خلافا وانتهاكاً لنصوص الدستور النافذ الذي تم الأستفتاء عليه في فبراير ٢٠٠١ وفعلا تنبه الرئيس الي هذا التفسير الذي ربما كان وراء قراره ( أقول ربما ) بتكليف الدكتور احمد بن مبارك برئاسة الوزراء وهنا مارس الرئيس بحق سلطات الدستورية وثبتها امام الأحزاب السياسية التي كانت تري عكس ذلك وهنا يجب التمييز بين قرار التكليف وفق سلطات الرئيس الدستورية وبين اعتذار الدكتور بن مبارك قبول التكليف فهذا أمرا اخر ومما لأشك فيه ان الرئيس لو اعترض مبكرا اثناء أعداد اتفاق السلم والشراكة بتعارض النص المقيد لصلاحياته الدستورية لما حدث ما حدث بعد ذلك من تداعيات قرار التكليف

 

ثالثا- بخصوص القرارات الاخري التي لايزال الرئيس يتردد باتخاذها والتي يجب اتخاذها الان وليس غداً

**

في عدة مقالات اخيرة طالبت الرئيس ان يقوم بتنفيذ مخرجات الحوار بخصوص القضية الجنوبية من اعادة هيكلة وزارة الخارجية كما قام بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية بتعيين عددا من الفراء الجنوبيين في سفارات الدولة الهامة وكذلك تعيين في مفاصل الدولة كفاءات جنوبية لإعادة التوازن في التمثيل ولا يبدو ان هذا الامر لاقي أذون صاغية لدي الرئيس  وأشير انني تناولت هذا الموضوع في المقالين المشار إليهما أعلاه وبتفصيل اكثر في مقال سابق بتاريخ ٣ / ٩ / ٢٠١٤ بعنوان "علي الرئيس هادي ان لا يفقد البوصلة الجنوبية وإلا فقد مصداقيته في الجنوب "

 

أليس من المحزن ان رئيس الوزراء السابق الأخ محمد سالم باسندوة وسلطاته الدستورية اقل من سلطات رئيس الجمهورية عين وفق ما ذكرته الزميلة الناشطة أمل الباشا 18 ملحق ثقافي غير مؤهل في غمضة عين فلماذا لا يستطيع او يتردد رئيس الدولة اتخاذا قرارات بتعيين جنوبيين مؤهلين في الفارات الخارجية وفي بقية مفاصل الدولة وهو يمتلك السلطات الدستورية الكافية والوافية لعمل ذلك اضافة الي مخرجات الحوار التقاعس عن عمل ذلك هو امر فعلا امر محير جداً يثير التساؤلات هل بعد فوات الأوان وعند كتابة مذكراته مستقبلا سيعبر عن أسفه واعتذاره عن ذلك التقاعس

 

الخلاصة - الوقت يمر بسرعة والأحداث تتطور بشكل مخيف ليست في صالح الرئيس هادي تردده وبطأ اتخاذا القرارات الحاسمة هي رسائل قد تفسر بالضعف وتشجع علي تمادي الأطراف الاخري الشئ الذي يجب علي الرئيس هادي ان يتخذها كعقيدة سياسية له ان قوته واعتماده بعد الله ستكون في شعب الجنوب لا الجيش ولا الامن ولا السفارات الرقبية يمكن ان تقف بجانبه يجب عدم نسيان تخلي الغرب عن سوهارتو وشاه ايران ومؤخراً مبارك حلفائهم بالأمس وحين استنفذت مصالحهم منهم وأكتبوا المستجدات الجديدة وركبوا الموجة فهل سيستوعب الرئيس الدرس .

أأمل له والمصلحة الجنوب اولا وقبل كل شئ اخر .