إيقاف الرقص علي إيقاع الحوثيون

2014-11-02 23:39

 

لأشهر عديدة ظلت لبنان دون حكومة او رئيس جمهورية وبرغم نجاح اللبنانيين في تشكيل حكومة قبل أشهر قليلة الا انهم لم يتفق برلمانهم بعد على اسم رئيس الجمهورية حتى الان ؟

 

وعندنا هنا تصدرت اخبار تقدم وتوسع تواجد قوة الحوثيين في معظم المحافظات الشمالية وتزايد سيطرتهم على مفاصل صناعة القرار في الدولة اليمنية وتزامنا مع هذا الانتشار السريع لأنصار الله كانت الاخبار كلها مرتكزة علي موضوع تسمية

 

رئيس الوزراء وبعد التوافق علي اسم رئيس الوزراء في شخص دولة خالد محفوظ بحاح اذا بأزمة حقيقية اومفتعلة تظهر علي السطح حول تشكيل أعضاء الحكومة وفق المعايير التي حددت في اتفاق السلم والشراكة من وجوب توفر معايير الكفاءة والخبرة والنزاهة للمرشحين لعضوية الحكومة المقبلة

 

فإذا كان عدد الكفاءات هي أصلا محدودة العدد فكيف لو كانت اليمن تحظى بآلاف الكفاءات مثل دول عربية اخرى لأخذ الامر منهم أشهر عديدة للعثور على من يستوفي تلك الشروط المحددة في الاتفاق

 

السؤال هل الدولة اليمنية كلها معلقة ومحصورة علي موضوع التشكيل الحكومي ام على بقية اجهزة الدولة وفي قمتها رئيس الدولة الاستمرار في ممارسة بقية اختصاصاته الدستورية وهل عليه تعليق اختصاصاته حصريا بانتظار الاتفاق على تشكيل أعضاء الحكومة ؟؟

 

وللحديث قليلا في السياسة هناك حملة استقطاب في اتجاه الجنوب وأبناءه لاستمالتهم وكسب تأييدهم من قبل أنصار الله

اخرها إطلاق فكرة إطلاق تشكيل لجنة مكونة من أعضاء من أنصار الله وشخصيات جنوبية للتباحث معا حول إرساء أسس التفاهم بينهما و بانتظار ما قد يسفر عن هذا التوجه حين يتم تحديد أهدافها ومكوناتها نرى ان امام الرئيس هادي فرصة ثمينة ما قد سبق ان طالبناه مرارا وتكراراً ان يقوم بتفعيل مخرجات الحوار و فق ما ورد في قرارات وبيانات مجلس الامن الدولي بتطبيق النقاط العشرين والنقاط الحادي عشر باستخدام صلاحياته الدستورية بإقامة التوازن في التمثيل الخارجي

 

للدبلوماسيين بين الشماليين والجنوبيين من جهة وعلى مستوي تعيين الجنوبيين في مختلف مفاصل الدولة لصناعة القرار من جهة اخرى في هذه الجزئية البسيطة من مخرجات الحوار بأمكان الرئيس هادي ان تكون له المبادرة في هذا النطاق وكشف حقيقة او وهم مبادرات الحوثيين نحن الجنوب والجنوبيين التي قد يكتشف المواطن في الجنوب اما انهم فعلا مختلفين نسبيا عن غيرهم ام انهم مثل غيرهم وعود كثيرة ما يتحقق منها غير القليل

 

ليس من المفهوم لماذا لا يبث في تنفيذ مخرجات الحوار في إطار التعيينات وتعليقها بتشكيل الحكومة لا توجد هناك علاقة جدلية بين أمرين منفصلين

 

في السياسة من الخطورة بمكان ترك المبادرات دائماً للأطراف الاخرى والرقص على إيقاع الموسيقي التي يختارها الطرف الاخر، لماذا لاتجرب جذب ذلك الطرف للرقص علي الإيقاع الذي تحدده الرئاسة الدستورية بدلا من الاستمرار بالرقص الجماعي لجميع الأطراف على الإيقاعات المختارة من طرف واحد ؟؟

 

وعليه هل بإمكان الرئيس هادي اتخاذ قرارات سيادية الان وليس غداً بتنفيذ بعض جوانب مخرجات الحوار المتعلقة بالقضية الجنوبية دون انتظار تشكيل الحكومة وباتخاذه تلك القرارات كبالون تجربة يطلقها ليتبين الخيط الابيض من الخيط الأسود في حقيقة موقف أنصار الله وتميز موقفهم عن اخرين نحو القضية الجنوبية فأن لم يعترضوا علي قراراته السيادية يكون قد كسب شيئا للجنوبيين وان اعترضوا علي قراراته سيكون قد كشف المستور فهل يعملها الرئيس أأمل ذلك