حب أهل البيت فوق السنة والشيعة

2015-02-27 05:02
حب أهل البيت فوق السنة والشيعة
شبوة برس - متابعات - الرياض

 

حب أهل البيت لا دخل له بالمذاهب، إنما حبهم له دخل بحقيقة الإيمان، بحب محمد صلوات الله عليه، ومن أراد ادخالهم في النزاع المذهبي فهو محتال مخادع، الذين يخادعون الله والذين آمنوا ؛ قد يخدعون بعض الذين آمنوا ويخوفونهم بالمذهبية ويهولون الأمور، لكنهم لن يخدعوا الله قطعاً، ولا المؤمنين حقاً.

طالما قلت لأبنائي وأصدقائي، حب أهل البيت فوق السنة والشيعة، وحب عيسى فوق المسلمين والنصارى، وحب موسى فوق المسلمين واليهود، اخرجوهم من الصراع.

المنحرفون عن أهل البيت يحذرونك من حبهم باتهامك بالبدعة والضلالة إذا ذكرتهم بخير! هذا أقله قلة أدب.

 

لو تحدثت عن أي (آلٍ) آخرين ما فعلوها، كل مرتكز إيماني جعل الله له أعداءً من شياطين الجن والأنس. كمرتكزات:

القرآن؛ النبي؛ العقل؛ آل محمد.. الخ

ليمحص حقيقة إيمانك، وينظر ماذا تفعل؟!

لا يقبل الله إيمانك إلا بشيء من التضحية، بالجاه أو السمعة أو المنصب أو المال أو المكانة.. الخ

 

اخسر لمصلحة إيمانك، وأكمل الإيمان على قدر التضحية، ليس هناك قبول مجاني للإيمان، لا إيمان بلا تمحيص أبداً، ولا يمكن فصل الإيمان الصادق من الكاذب إلا بابتلاء.

 

اقرءوا الآيات

(الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4)) [العنكبوت]

 

الشيطان ركز لكل فضيلة ما يضادها من الموبقات، فركز للقرآن الروايات المضادة، ولمحمد الوضع عليه، ولآل محمد بني أمية، وللعقل البلادة، ويحشر الناس لها، فجمهور الحديث والرواية أكثر من جمهور القرآن، وجمهور محمد (المشوه) أكثر من جمهور محمد الحق، وجمهور بني أمية أكثر من آل محمد، وجمهور البلادة بحر!

الشيطان كان يتوقع أن يضل أكثر الناس إلا النادر جداً من المخلصين، وقد صدق توقعه! أقام لكل حق باطلاً يشبهه! فاتبعوه:

(وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)) [سبأ]

انظر لكثرة من يتهمك بأنك قرآني إذا رفعت من شأن القرآن حتى لو لم تنكر السنة

هم أنفسهم من يتهمك بالتشيع حتى لو لم تنكر فضل المهاجرين والأنصار! وهم أنفسهم الذين يتهمونك بأنك (عقلاني معتزلي) إذا رفعت من شأن العقل حتى لو لم تنكر به نصاً ثابتاً!

وهم أنفسهم من يتهمك بالتصوف إذا رق قلبك !

وهم الذين يتهمونك بترك (الجهاد) إذا لم تقاتل مسلمين ومسالمين!

وهم أنفسهم الذين يتجنبون قتال المعتدين الصهاينة!

وهم الذين يذمون من قاتلهم!

يعني ما أبقوا لنا طريقاً للنسبية!

أخذوا أضداد الفضائل من رقابها وضخموها وجعلوها ديناً؛ ثم لاحقوا من هرب من هذا الدين الجديد بالتهمة والنقمة، والشيطان ما أبقى مذهباً إلا ألبسه شيئاً، فمن نجا من البلادة وقع في الكبر، ومن نجا من بني أمية وقع في الخرافة، ومن نجا من هجر القرآن انكر السنة.

الناجون السالمون من كل هذا قليل؛ وخاصة في موضوع القرآن الكريم.

من النادر أن تجد مذهباً أو مدرسة لا تغلب عليه الرواية وهجر القرآن وإن كان بنسبة.

الخلاصة:

أن الشيطان ماسك الأمة صح !

تفرجوا لأمة المسلمين من الشرق للغرب؛ لعلها أكثر الأمم انقياداً لمشروع الشيطان، في السوء والفحشاء والكذب؛ وتتلخص مشاريع الشيطان في التقاتل؛ خطواته تتلخص فيه وما يسبقه من عداوة وبغضاء وكذب؛ والمسلمون متقدمون على الأمم في هذا :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208)) [البقره]

والأمور نسبية لا نعمم؛ لكن من الآية السابقة تعرف أن أكثر الناس نفوراً من السلم هم أكثر الناس تطبيقاً بخطوات الشيطان!

ونقطة على السطر!

فتشوا !

ونختم بما بدأنا به:

أهل بيت النبي فيهم التدبر الأمثل؛ والعقل الراجح؛ والإيمان المثالي؛ والشجاعة في محلها؛ وهم ليسوا سنة ولا شيعة؛ فاعرفوهم واحبوهم. ومثلما شوه الشيطان الثقل الاكبر بالروايات المضادة - وهي لا تبرر هجره - فقد شوه الثقل الأصغر بالروايات المضادة أيضاً؛ ولا يبرر هجرهم. ومن خلال العلم والبحث وجدت ثقافتهم - في الجملة - توافق ثقافة القرآن؛ سواء في تنزيه الله أو معرفة سننه او كشف الثقافة النفاقية أو السلم.. الخ

فقط ليخرج المسلمون أصنام الخصومة وأصنام التوظيف وسيجدون في علومهم وسيرتهم النمرقة الوسطى؛ يلحق بهم التالي ويفيء إليهم الغالي.

شيء لله فقط.

 

* الشيخ حسن بن فرحان المالكي - الرياض

   من صفحة الشيخ الخاصة