قاسي النازحون اليمنيون من عدن إلى جيبوتي عن طريق البحر بواسطة بوارج حربية هندية وفرنسية جراء الانقلاب الحوثي وتداعياته الأمنية، ظروفا مأساوية بحسب نداء استغاثة اطلقه رئيس منظمة حقوق الإنسان اليمنية فضل علي عبد الله، مناشدا في اتصال هاتفي مع «الاتحاد» من جيبوتي دول تحالف «عاصفة الحزم» والمجتمع الدولي مد يد المساعدة والعون للنازحين اليمنيين الهاربين من فظاعة حرب الإبادة التي ترتكبها عصابات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، مستعرضا صورا مروعة عن الجرائم الدموية والأساليب القذرة الوحشية التي يتبعها المتمردون بحق المدنيين العزل من خلال القصف العشوائي بمختلف الأسلحة الثقيلة والدبابات والصواريخ في عدن والمديريات التابعة لها، ومؤكدا «أن المتمردين يتعمدون قتل المدنيين بدم بارد وتدمير المنازل والمحال التجارية والمدارس والمستشفيات وحتى المساجد وعدم التفرقة بين طفل وامرأة وعجوز».
وأوضح عبدالله أن النازحين اليمنيين الذين أستقبلت سلطات جيبوتي العدد الأكبر منهم الى منطقة «اوبخ» يقاسون في العراء ظروفا جوية صعبة حيث درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة دون توفر الحد الأدنى من سبل العيش الإنساني كونهم في دولة فقيرة. وقال إن غالبية النازحين البالغ عددهم نحو 1500 شخص لا يملكون ثمن قوتهم اليومي. لافتا إلى تجاهلهم من جانب البعثة الدبلوماسية اليمنية في جيبوتي، ومتهما القنصل اليمني بأنه محسوب على عصابات الحوثي وقوات صالح.
ودعا رئيس المنظمة اليمنية لحقوق الإنسان الدول المشاركة في «عاصفة الحزم» إلى حماية المدنيين الذين بقوا في منازلهم في عدن والمديريات التابعة لها وكذلك تولي مسؤوليات تجاه النازحين عبر بناء مخيمات تتوفر فيها المستلزمات الأساسية لإقامة إنسانية تعوضهم تركهم لمساكنهم وحياتهم الآمنة التي كانوا يعيشونها، وقال «إن الجرائم التي ترتكب في عدن من قبل قوات صالح وحلفائه جعلت الحياة في عدن أمرا صعبا للغاية..انهم يدمرون ويقتلون ويحرقون كل شي في هذه المدينة التي تعايش فيها جميع البشر من مختلف الجنسيات والأعراق والمذاهب والأديان، وللأسف تدمر هذه المدينة اليوم ويقتل ويهجر سكانها والعالم لا يفعل أي شيء».
وناشد عدد من النازحين اليمنيين إلى جيبوتي عبر «الاتحاد» المنظمات الإنسانية وفرق وطواقم الإغاثات العالمية، ووسائل الإعلام سرعة التحرك لتقديم الاحتياجات اللازمة من المواد الغذائية والمستلزمات الخاصة، وتسليط الضوء على معاناتهم ومد يد العون لهم. وقالوا «إنهم يعيشون ظروفا إنسانية صعبة بسبب غياب المساعدات»، وأشاروا إلى انهم جاءوا من مختلف مديريات عدن من التواهي والمعلا وكريتر وخورمكسر والمنصورة والشيخ عثمان.
وأفاد النازحون انهم غادروا مرغمين جراء وحشية جرائم الحوثيين ولا يعرفون إلى أين، وما هي الأوضاع التي سيواجهونها خارج وطنهم. وأشاروا أن أحدا لم يمد يد المساعدة لهم، لا من حكومة جيبوتي ولا أي منظمه دولية. ونوهوا إلى أن كل ما فعلته حكومة جيبوتي أنها منحت تأشيرات للبعض ممن لديه إمكانات مالية لدخول المدينة والإقامة على حسابه بينما رحلت الغالبية العظمى إلى جزيرة (اوبخ) قرب باب المندب التي وصفوها بـ«الجحيم».
وروى بعض هؤلاء لـ «الاتحاد» ما عانوه من عصابات الإرهاب الحوثية المدعومة من قوات صالح في مدنهم من نهب وسلب لممتلكاتهم وتدمير لمنازلهم، وقالوا إن الجرائم التي ارتكبتها عصابات الحوثي الإجرامية بحق المدنيين اليمنيين في عدن، يندى لها الجبين ويتقطع لها القلب ألماً وحرقة لفظاعتها وأساليبها المتوحشة. وأكدوا أن الحوثيين خيروهم بين مغادرة منازلهم أو البقاء والمشاركة معهم في جرائمهم التخريبية، تحت طائلة التهديد بالاختطاف والتعذيب والقتل.
وكشف النازحون أن الجماعات الحوثية قامت بإجبار بعض من الأسر على إرسال أطفالها للقتال في صفوفها تحت التهديد بأن من يرفض يتم تعذيبه وطرده بالقوة من منزله ومصادرة كافة ممتلكاته. وقالوا «إن مسلحين من جماعة الحوثي، والموالين لهم نفذوا حملات اعتقال، واختطاف، ومداهمات لمنازل واقتحامات وأعمال نهب»، وتحدثوا عن إطلاق النار على طفل لم يتجاوز 13 عاما في كريتر بعدن لنعته إياهم باليهود.
واكد النازحون انه ومنذ دخول مليشيا الحوثي وصالح إلى عدن، وهم يرتكبون جرائم حرب بحق المدنيين، حيث استهدفوا العديد منهم ودمّروا العديد من المنازل السكنية والمساجد والمباني الحكومية والخاصة، لافتين إلى أن حالة من الهستيريا تنتاب عناصر الحوثي وقوات صالح وهم يرتكبون جرائمهم، وقالوا «إن الحوثيين يباشرون بداية قبل دخولهم إلى المدن والقرى بقصف محموم تستخدم فيه الدبابات والمدفعية والكاتيوشا على البيوت والمرافق والمنشآت والمستشفيات وكل شيء بصورة غير مسبوقة.
* الاتحاد