الجنوب العربي..ضحية الصراعات العربية والدولية

2015-05-20 05:52
الجنوب العربي..ضحية الصراعات العربية والدولية

جنود من جيش البادية الحضرمي الذي حل ودمج في جيش الجنوب بعد رحيل بريطانيا

شبوة برس- خاص - عدن

 

منذ القرن السابع عشر الميلادي من التاريخ القريب ادرك اﻻعداء والطامعون اهمية موقع الجنوب العربي في خارطة الصراعات الدولية و مصالحها  المتعددة في البحر اﻻحمر وخليج عدن وتمكنت بريطانيا من احتلال عدن من سلطنة لحج على اثر حادثة  السفينة دولت دوريا عام 1839م  وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر المد التحرري وكانت رياحه عاصفة على الجنوب العربي وجاء اﻻنقلاب اليمني في 26/9/1962م   ليعمق الخلافات العربية / العربية ويسحب المنطقة برمتها الى مربع الحرب الباردة التي كانت تعصف بالعالم وبانقسام العرب على معسكري الصراع العالمي انقسم الجنوبيون ايضا بدورهم مع اقتراب موعد وﻻدة دولتهم المستقلة التي بدأت التجاذبات تتلاقفها هنا وهناك وكان المشهد في شكله الخارجي يشير في مجملة بعاطفة انه لصالح جمال عبدالناصر في القاهرة ومشروعه القومي العربي رغم ان جيشه قد تم توريطه في مستنقع اﻻنقلاب اليمني واضعافه وشعرت دولة اسرائيل ان البحر اﻻحمر وخليج عدن قد اصبح قاب قوسين او ادنى من ايدي ناصر فكان طلب الرئيس اﻻميركي  جونسون من رئيس وزراء اسرائيل ليفي اشكول الذي استدعاه الى واشنطون على عجل وطلب منه ان يضرب الديك في المنطقة فقال له قد ضربناه عام 56م  لكنكم اخرجتمونا عنوة فكان رد جونسون مريحا جدا لليفي اشكول  67م ليست مثل 56م .  

 

وتم ضرب ناصر في عقر داره وتم ضرب مشروعه العاطفي وكان استقلال الجنوب العربي في نهاية نوفمبر 67م  وتغيير هويته بداية السير بدون فهم نحو مشروع  اليمن وادخاله حلبة الصراع كممثل صاعد في فواعد لعبة اﻻمم التي تحول اسمها الى قواعد اﻻشتباك لسد نظرية الفراغ اﻻمني في المنطقة بعد جلاء بريطانيا, ومازالت اللعبة معقدة ومازالت صنعاء تلعب فيها وكيل الشيطان حتى ولو على حساب شعبها, وتتوالى فصولها تباعا ومازالت مخرجات صنعاء لإطالة الوقت في اللعبة هي نفسها في حوار الرياض وقد يتكرر المشهد في مفاوضات جنيف الغامضة ومازال الجنوب العربي ضحية اطماع توسعية من جهة وغباء وانانية من جهة اخرى لقيادات محسوبة عليه .

 

وﻻيبدو ان الحل ممكنا عربيا بهده الطريقة فالجنوب العربي قد تركه العرب للرياح منذ هزيمتهم التي اسموها ازمة او نكسة عام 67م ومازالت ملفات تلك المرحلة هي التي تحدد مسارات المنطقة التي باتت جميعها تبحث عن حلول من فلسطين الى المهرة  ومن المغرب الى افغانستان.

 

* بقلم : الباحث علي محمد السليماني