يا ولدي وذخيرتي .. ما اقسى الموت وهو يختطف حبيبا حتى وان انتزعك شهيدا .

2015-05-26 06:29
يا ولدي وذخيرتي .. ما اقسى الموت وهو يختطف حبيبا حتى وان انتزعك  شهيدا .
شبوة برس- خاص - عتق - صدر باراس - شبوه

 

الى الروح الطاهرة التي صعدت الى بارئها في معارك الشرف دفاعا عن الدين والعرض والارض في معركة الضلعة صدر باراس م/ الصعيد امام غزاة يملكون اسلحة متفوقة وتفوق بشري مدرب ..الى ولدي وذخيرتي .. سعيد محمد الدويل

 

كنت اتمناك واتعهدك للدنيا ومراتبها ... واختارك الله شهيدا .. ونعم الخيار يابني خيار الله

مهما خلف من فجيعة وفقد

نعم الابن كنت طفلا ويافعا وفتى

كنت رجولة نضجت قبل آوانها

لكنها رحلت قبل آوانها

آه ياسندي

لقد كنت تستشف همي وتستكشف المي وفي احيان كثيرة حاجتي دون ان تسالني..

كنت اشعر بلذة عونك لثقتي انك تشعر بلذة عوني

لقد افتقد عمك الى الابد عبارتك حين تحادثني او تهاتفني " هاه يابن علي .. ما جديدك"

ولدي .. سويداء كبدي .. شهيدي

لما كنت اتخيل موتي كنت اتخيلك توسدني التراب بيديك في منزلي البرزخي .. ولم اتخيل يوما يا ولدي ان القدر شاء ان توسدك يداي التراب في بيتك البرزخي ..

 

آه.. ما اقسى الموت وهو يختطف حبيبا حتى ان انتزعك شهيدا

لن انسى ما حييت ابتسامتك وانت مسجى معفر بالتراب متسربل بحلة الدم الارجوانيية .. الحلة التي انتزعت منك الحياة .. ضممتك مكابرا متصبرا في البداية ثم انهارت قواي فضممتك باكيا بكاء ثكل وفقد...

 

بالتأكيد لم تكن تلك الابتسامة للدنيا التي قتلك شرارها باكرا وليست لوداع جيلنا الذي " يمنن" قتلك ٠٠بل ابتسامة للاخرة التي استقبلتك باكرا ..

ابتسامة لجيلك الذي يقدم الدم قربانا للانعتاق من " اليمننة"

 

احتضنتك مودعا.. قبلتك القبلة الاخيرة وددت لو تطول لعلها تعيد لك دفق الحياة لكنه محال المحال .. بكيتك كما لم ابك قريبا في حياتي .. بكيت شباب غض دفع وسدد فاتورة لم يستدنها .. بكيت مستقبلا تمنيت له ان يتحقق بك فرحلت وتركته شاغرا

 

فجعني رحيلك وفجع اباك رغم تصبره وشموخه وفجع اهلك واصدقاؤك ومعارفك وهم كثر اكثر مما كنت اتصور..

 

كنت يابني وفيا فاقتحمت المهالك علك تنقذ رفاق جهاد من موت يترصدهم به الاشرار قتلة الحياة .. لكن القتلة كانوا بانتضارك يرافقهم الموت لاختطافك

لمعت ياسعيد في سماء اهلك ضوءا ساطعا كان افوله سريعا مفاجئا ترك حزنا وجرحا لن يندمل

رحمك الله ياسعيد .. واسأله تعالى ان يرفع درجاتك وان يفرغ علينا صبرا بحجم مصابنا فيك

 

والدك

صالح علي الدويل باراس

 ( كاتب الموضوع عم الشهيد سعيد - وكاتب سياسي وناشط في الحراك الجنوبي)