الجنوب ينتصر عسكرياً والشمال يحتضر أخلاقياً !!

2015-07-22 00:02

 

بالرغم من الامكانيات الهائلة والظروف المواتية والدعم اللامحدود الذي حظيت به الكثير من المحافظات الشمالية وبعض رموزها لمجابهة العصابات الانقلابة للحوثي وعفاش والقضاء عليها هناك الا ان تلك المحافظات لم تحقق اي تقدّم يذكر في طريق النصر خلال الاربعة الاشهر الماضية بل وفي الكثير من الأحيان سُلّمت او استسلمت تلك المحافظات دون اي مقاومة تذكر وان كانت هناك مقاومة فهي محدودة جداً وعلى استحيأ اذ بقيت تراوح مكانها لم تتقدم قيد أنملة مالم تتأخر في أحياناً كثيرة . ناهيك عن الهزائم المتلاحقة والانسحابات المخجلة والأنكسارات المعيبة في أكثر من زمان وجبهة ومحور .. حيث لم تفلح  تلك الجيوش التي جهزت والقادة الذي تم تبنيهم من قبل بعض دول التحالف ناهيك عن الأسلحة والمبالغ الطائلة التي صرفت عليهم وكذا الغطاء الجوي الذي خُذل كثيراً وتم توجيهه من قبلهم لأهداف غير ذات أهمية أو صديقة بهدف خلط الاوراق على أرض الواقع .. نعم لم تفلح تلك الجيوش واولئك الأشخاص من تحقيق اي تقدم او اي أنتصار طيلة هذه الفترة .ولم نسمع عن انتصاراتهم الا عبر أبواقهم في بعض وسائل الاعلام اما في جبهات القتال وميادينها لم نشاهد او نسمع عن اي انتصار يتحقق لكونهم غير

حريصين على النصر كحرص أبناء الجنوب عليه والدليل على ذلك عدم دعمهم او مباركتهم او إشادتهم أو سعادتهم بأي نصر تحقق على الارض الجنوبية وآخر تلك الأنتصارات أنتصار عدن الباسلة . الذي لم يسعد السواد الأعظم منهم فالنصر هو آخر مايمكن أن يفكروا فيه حيث أنصب تفكيرهم على أستثمار هذه الازمة وهذه الحرب مادياً والمحافظة على ثرواتهم وممتلكاتهم ومصالحهم الخاصة في الجنوب وعدم التفريط فيها باي شكل من الاشكال ولا أعتقد ان هناك ما يمنعهم من ان يتحالفوا مع عفاش والحوثي مرة أخرى في سبيل تحقيق أهدافهم الشخصية المشبوهة كعادتهم . فمن سيدفع أكثر سيكون صديقهم وحليفهم فلا وقت لدى الكثير منهم للتفكير في المبادئ والقيم والاخلاق والعزة والكرامة .

وعلى النقيض تماماً بالنسبة لمحافظاتنا الجنوبية فعندما التفتت اليها قوات التحالف تلك الالتفاتة  تحقق النصر السريع والمنشود والذي اثلج صدور كل الأحرار واغاض الاشرار  وتجار الحروب والدمار . نعم تحقق ذلك النصر خلال ساعات معدودة وبتكلفة مادية محدودة لاتقارن بالمبالغ التي صرفت على مارب او تعز او الجوف او غيرها من المحافظات او ماتم صرفه على بعض الاشخاص والمشائخ  والمجاميع اللااخلاقية هناك . وهاهي عدن تضرب أروع الامثلة في البطولة والتضحية والتحرر  وذلك الصمود الاسطوري في وجه ألة الحرب الحوثوعفاشية المتخلفة ناهيك عن الاعداء من المرتزقة والخونة والأنتهازيين وأصحاب المصالح والأجندات والأيدلوجيات المختلفة من أحزاب وقيادات حزبية وسياسية وعسكرية ودينية محسوبة للاسف الشديد على الشرعية والذي كان دورها في عدم تحقيق النصر والحسم السريع على ارض الجنوب كبير جداً .. اذ كانت تلك القوى وتلك الشخصيات خنجراً مسموماً في خاصرة المقاومة والمقاومين الجنوبيين وذلك بغرض تحقيق أهداف ومطامع شخصية وحزبية غير مشروعة وعلى حساب وطن ومواطن يئن تحت قصف مدافع ومجنزرات الغدر والخيانة والظلم والاستبداد والتخلف والنهب ..

نعم بعد ان توارت تلك المجموعات الخبيثة وأولئك الاشخاص الانتهازيين والمرتزقة عن المشهد السياسي والعسكري والاستخباراتي والاعلامي والعملياتي وسقطت اقنعتهم المزيفة وأنكشفوا على حقيقتهم المخجلة تحقق ذلك النصر والذي يفتخر به كل جنوبي حر وشريف وكل مواطن عربي ومسلم كما يفتخر بتحقيقة قادة ومواطني دول التحالف المشاركة في صناعته.

ذلك النصر الذي سعوا اليه ابناء الجنوب خلال سنوات طوال وحققوه خلال أيام وصمدوا في سبيل تحقيقه بأمكانيات متواضعة وظروف غاية في الصعوبة وضحوا من أجله بقوافل من الشهداء وأضعافهم من الجرحى .. وبوجود قيادات مخلصة لاتملك من حطام الدنيا الا الذكر الحسن والسمعة الطيبة حيث لاشركات لديهم ولابنوك ولا حقول نفط او غاز او اراضي شاسعة او اساطيل نقل برية وبحرية وجوية  أو شركات اتصالات او قصور فخمة وسيارات فارهة .. فالكثير من تلك القيادات يفترشوا الارض ويلتحفوا السماء وقد شاهدهم الجميع عبر وسائل الاعلام المرئية  وهم في جبهات القتال حافيي الاقدام وبملابس لايرضى ان يرتديها السائق الخاص لاي من اولئك الذين ذكرناهم في الطرف الآخر .. فالفرق شاسع جداً بين من يبيع وطن ومن يسعى الي رفعة وعزة وطن والأرتقى به ..

 

الثلاثاء 2015/7/21