طفح الكيل !!

2015-11-04 01:28

 

لم يكن بودنا ان نكتب دفاعا عن المقاومة الجنوبية في محافظة شبوة فهي اكبر من ان ندافع عنها واكبر من ان ينال منها السفهاء بأقلامهم والسنتهم لكنه طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ..

 

عندما اجتاحت جحافل الغزو الحوفشي محافظة شبوة لم يدافع عنها الا القليل من ابنائها ،ولكن هذا القليل هم الصفوة وهم القدوة ، فقد كان المجال متسع لكل من اراد حمل السلاح والدفاع عن ارضه وعرضه ، لم تكن المقاومة حكرا على شخص او قبيلة او منطقة او مديرية .

 

ومن يتشدقون اليوم ويحاولون النيل من المقاومة  كان بوسعهم حمل السلاح مع اخوانهم وقتال الحوافش لكنهم فضلوا النوم في البيوت ، وعليهم اليوم ان يصمتوا فقد نطقوا كفرا وكتبوا زورا .

رجال المقاومة حملوا سلاحهم الشخصي قاتلوا به حتى استشهدوا او اسروا ، فمنهم من فقد حياته وسلاحه ومنهم من فقد حريته و سلاحه  ومنهم من عانى من جراحه ولا يزال يعاني .

 

ومن اعجب العجب ان نسمع اليوم اصوات المتوارين كالجرذان  ينتقصون تلك التضحيات ويتهمون  قادة الجبهات وظهروا منتقدين  ومثبطين عندما خرج الغزاة ، وهؤلاء المنتقدون والمتشدقون لم يحضروا ولا معركة واحدة ولم يكلفوا أنفسهم زيارة جبهة و الوقوف دقائق في الشمس مع المقاومين في النهار فضلا عن الليل .

وكما لم تسلم المقاومة من السنة السوء لم يسلم قادتها ايضا من الهمز واللمز والاتهام دون دليل ملموس وواقعي مستندين في تهمهم تلك الى : وكالات زعموا وقالوا وسمعنا وقيل لنا !!

نحن هنا لا ندافع عن أشخاص فهم من يدافعون عن أنفسهم ولا نبرئ احد ولا نتهم اخر .

لكن الحق يجب ان يقال ان هؤلاء القادة في كل الجبهات قد بلغوا جهدهم وقدموا ما يستطيعون فما  منهم من احد الا وفقد اخ او ابن او صديق او قريب أو منزل ، فلا مجال للتهم الجزاف وعلى من يسمعها  ان يطالب القائل بالدليل القطعي او الصمت .

ويعلم الجميع ان جبهات المقاومة امتدت من بيحان شمالا الى خبر لقموش جنوبا مرورا بمناطق مرخة ونصاب وعتق والمصينعة والضلعة وصدر باراس والصعيد والنقبة والعرم ! لمدة أشهر وكل هذه الاماكن كانت جبهات مفتوحة وكان يجب على جميع ابناء شبوة الانضمام اليها من بير علي الى حريب ومن حطيب  الى عرما .

 

ولن يجد اي شخص عذر يتذرع به الا ان يكون متحاذلا او جبانا او عميلا .

اننا ومن هذا المنطلق  نطالب تلك الأفواه النتنة أن تصمت والى الأبد  والاقلام المأجورة  أن تكف عن النيل من المقاومة ورموزها ورجالها وشهدائها فقد كان الميدان مفتوح يا حميدان وها هو باقي في بيحان ، فلا مجال للمزايدة على دماء الشهداء ، ورجال المقاومة لن يسمحوا لتلك النكرات التي ظهرت  حريصة على شبوة والجنوب ولن تسمح لها بالنهيق والنعيق ضد المقاومة صباح مساء .

كما وأننا نسمع بين الحين والآخر نغمات العنصرية والجهوية وقد تصدر للأسف من بعض رجال المقاومة أنفسهم كرد فعل على تصرفات أشخاص أو كلمات قد تكون بدون قصد ، لذلك نطالب رجال المقاومة بأن يتم مناقشة أي تصرف أو كلام صادر عن أي شخص قيادي أو فرد من المقاومة داخل  الأطر التي شكلتها المقاومة فلا احد معصوم عن الخطأ . لكن يجب الحذر ممن يستغلون ردات الفعل تلك من الطابور الخامس وعملاء الأعداء الكثيرين في محافظة شبوة .

وقد سمعنا الكثير والمثير حول تشكيل مجلس المقاومة في شبوة الذي حرصت القيادة على أن يضم معظم الطيف المجتمعي في شبوة دون إقصاء أو تهميش لأحد إلا من إقصاء نفسه أو همشها.

وأكدت حرصها على أن يشمل تشكيل اللجان التابعة للمجلس كل مديريات شبوة بما فيها المديريات التي لم تشارك في المقاومة ولم يكن لها  شرف الدفاع عن شبوة إلى جانب اخوانهم من باقي المديريات .

إن التغني باتهام الآخرين باقصاء بعض المديريات وتهميشها ماهو الا نعيق لن يتردد صداه إلا في أذن الناعق،  المقاومة لم ولن تقصي احد ولم تقفل الباب في وجه احد ممن يريد الدفاع عن شبوة ، لأن رجالها حملوا سلاحهم الشخصي ولم ينتظروا المدد من أحد إلا من رب العالمين ؛ وما يتذرع به البعض من أن قيادات في المقاومة لم تعطه سلاح فعليه أن يسأل الرجال الذين حضروا جميع المعارك من البداية الى النهاية عن ما يدعيه ، فقد  قاتلوا بسلاحهم الشخصي وذخيرتهم واستخدموا سياراتهم الخاصة ، وهؤلاء المتعذرون عذرهم هذا  أقبح من ذنبهم في التقاعس عن الالتحاق باخوانهم في المقاومة ، لأن  داعي الدفاع عن المحافظة لايخص الشيخ فلان ولا قبيلة علان ، وكان واجب الدفاع عن شبوة فرض عين على كل من يحمل السلاح من أبناءها أو الساكنين فيها .

 

وقد حرصت المقاومة الجنوبية في محافظة شبوة أن تكون معاونا للسلطة وليس بديلا عنها وقد صرح بذلك كل قياداتها واكده مجلسها ولجانها المشكلة وأثبتت ذلك في برامج عملها وادبياتها. 

وللحقيقة نقول أن المقاومة لم تلق الاستجابة المتوقعة من السلطة بل عملت بعض أجهزتها  على محاولة تهميش وتشويه دور المقاومة الأمر الذي خلق نوعا من التوتر بين الطرفين مع العلم أن السلطة لم ولن تستطيع إلغاء المقاومة ودورها الفاعل وكذا المقاومة لن تستطيع إلغاء السلطة ، وعلى الطرفان العمل على ايجاد  أرضية مشتركة مناسبة للتفاهم  من أجل بناء شبوة والحفاظ عليها .

 

وقد انظم الكثير من شباب المقاومة إلى الأجهزة العسكرية في الجيش والأمن وهم سيكونون الدرع الذي سيحمي المحافظة ويأمنها في المستقبل .. إذاً المقاومة ستكون هي الدرع الواقي لشبوة أيها المتجاهلون وشبابها هم من ينتشرون ليحمونكم اليوم  .

 

ولولا هؤلاء الرجال الذين آمنوا المرافق العامة والممتلكات الخاصة لكانت شبوة اليوم غير ما ترونها وقد لا تستطيعون النوم في بيوتكم ولا الذهاب الى مكاتبكم .

 

وبالنظر إلى قرار الرئيس عبدربه منصور بشأن دمج المقاومة في الجيش والأمن ، فإن لهذا القرار سلبيات أخرى لأنه اغفل حال كبار السن من رجال المقاومة ممن تجاوزوا سن التجنيد ولازال بإمكانهم العمل ،  وكأنه يقول لهم : شكرا لقد أديتوا ماعليكم ولولاكم لما رجعنا ولما عرفنا الجنوب ، واليوم انتهاء دوركم وعليكم البقاء في بيوتكم !! ما كان يجب أن يكون هذا جزائهم ولن يسمحوا بضياع حقوقهم ولن تستطيع أي سلطة تهميشهم ، ولابد من إيجاد حل يرضيهم .

 

ومما لا شك فيه أن دور المقاومة لا يقتصر على محاربة الغزاة بل يجب أن يكون لها دور فاعل في محاربة الفساد والقضاء على منابعه وتجغيف مصادره .

وعلى أوكار الفساد أن تعي ذلك وإن تكف عن ممارسته   لأنها ستكون  هدفا للإصلاح الإداري المقبل ، وعلى عتاولة الفساد ان يعلموا ان وقت الفساد دون حساب قد ولا وانتهاء . واذا لم يكفوا  سيفقدون مناصبهم ووظائفهم وسيحاسبون أمام القضاء العادل أن شاء الله  على ما ارتكبوها من أخطاء في حق الشعب والوطن  .

 

ومن هنا نطالب أبطال إلمقاومة إلى تفويت الفرصة على أعداء الجنوب من العملاء والخونة المندسين بيننا في إثارة الفتنة بين أبناء المحافظة بحجج واهية عنوانها العنصرية والإقصاء ومضمونها خدمة أسيادهم في صنعاء والقضاء على المقاومة وضياع قضية الجنوب واستقلاله .

 

إن هؤلاء ما فتأوا يحاولون تعكير صفو شبوة ومنهم من لازال على رأس وظيفة رسمية ، فاحذروهم قاتلهم الله انا يأفكون.

ومن دعوتنا هذه لتوحيد صف المقاومة في شبوة ندعوا إلى توحيد المقاومة في عموم محافظات الجنوب تحت مسمى شامل اسمه ( المقاومة الجنوبية ) قولا وفعلا من أجل الجنوب واستقلاله ، وعلى جميع التيارات والمكونات إغلاق ملفات خلافاتهم ورميها في البحر او احراقها .. فلا مجال للتخوين ولا للتهميش ولا للإقصاء لأي مكون أو تيار أو فرد يعمل لصالح الجنوب واستقلاله وحرية شعبه .

 

ونود في الختام أن نعلن للجميع أننا ضد كل من يحاول التخريب أو الإخلال بأمن النسيج الاجتماعي في شبوة من أي صنف أو لون أو قبيلة . وإن المقاومة لن تكون غطاء للمخربين والفاسدين وأرباب السوابق .

من اراد السير مع المقاومة عليه أن يلتزم بادبياتها وان يكون حريصا على أمنها واستقرارها وان يقبل الآخر طالما وان شعار المقاومة  شبوة لكل أبناءها .. فلا إقصاء ولا تهميش ولا عنصرية ولا مناطقية ولا قبلية .

وعلى الجميع تطبيق هذا الشعار حرفيا والعمل على تحقيق مضمونه على الارض .. وفي المقابل على من لايزال يندب حظه من التهميش والإقصاء أن يلتحق بصفوف المقاومة وان يترك الإرث القبلي القديم الذي توارثته الأجيال في الحقد على القبيلة الفلانية أو الشخص الفلاني ..

يد المقاومة مفتوحة لكل ابناء شبوة الخيرين والنزيهين للعمل على بناءها والنهوض بها ..

ويد المقاومة مغلقة في وجه كل حاقد أو عميل يسعى لتفتيتها أو التآمر عليها .

والله من وراء القصد .