عودة الجنرال العجوز ناهب التباب الأكبر .. علي محسن الأحمر

2016-03-02 13:41

 

صرخاتهم اليوم لا تقل ضجيجا وضوضاءا عن صرخة الحوثي بالأمس بل قد تفوقها فقد أقاموا الدنيا في الأيام القليلة الماضية ولم يقعدوها وكأن فتحا مبينا من السماء قد حل بالبلد ، فصدعت أبواق حزب الإصلاح " حزب الأوساخ " بأوساخها رؤوسنا ليلا ونهارا فتارة تهليلا وتكبيرا وأخرى نعيقا وطربا فرحا بتعيين الجنرال العجوز ناهب التباب الاكبر علي محسن الأحمر نائبا للحاكم على الشمال حتى صوروا الرجل وكأنه المنقذ والملهم الذي طال انتظاره وعاد بعد غيابه بل وحسسوا الآخرين وكأنه عنتر بن شداد زمانه رجع إلى بني عبس بعد رحلته الشهيرة إلى بلاد الروم أو لكأنه الزير سالم عاد من سجن بعلبك بالشام لينقذ قومه بعد غياب دام طويلا .

 

فمهلا مهلا وعلى رسلكم أيها الحاشية والاتباع أوليس هذا هو الجنرال العجوز الذي ملأ الأصقاع ضجيجا ولم يترك تبة ولا لبنة إلا وحفر أسمه عليها سلبا لها وأغتصابا ، طغيانا وجبروتا ولم تسمع أصوات مجنزراته إلا وهي تودع صنعاء كعروسة تزف الى بعلها لتذهب إلى خدرها وتبدأ حياة جديدة مليئة بالعطاء بعد أن عاشت حياة العفة والعذرية بين أسوار الفرقة؟ أوليس هذا هو قائد الهروب الكبير الشهير الذي أنحاز الى تباب ولبنات صنعاء تاركا شرعية تذبح وأعراضا تنتهك ؟ لا ، لن يكون ذلك العجوز بطلا للتحرير ولا رجل تقدير ولن يصحو في جوفه ضمير . بل هو أداة تبرير وتمرير لمشروع التحالف الكبير الذي سينهي بعد ذلك أكذوبة الوحدة المعمدة بالدم الغزير .. فقط انتبهوا .

 

لا تفرحوا كثيرا بتعيين الجنرال العجوز الذي لا يملك من العسكرية إلا اسمها فقط ورتبة منحها هو لنفسه ، ولا ترجوا منه خيرا أبدا فمن كان يملك أكثر من 200 دبابة وعربة مصفحة ومثلها أو أقل منها من المدافع وأكثر من ذلك أطقم عليها سلاح متوسط وثقيل وغيرها وغيرها ومع ذلك لم يصمد إلا أياما في عمران أمام مليشيات الحشد الشيعي الحوثية العفاشية ومن ثم لحقه انهيار سريع وتام أو حتى لا نظلم الجنرال العجوز وفرقته وجنوده ومن باب الانصاف فلنقل إنها سويعات قليلة من الصمود المخجل في صنعاء ما لبثت بعدها تلك المليشيات الحوثية العفاشية إلا وهي تسكن غرف النوم في تلك الدور والقصور الأحمرية المنيفة وتعبث بمحتوياتها من ملبوسات وجواهر وعطور كانت تتوشحها وترشها الكاعبات الحسان ولا تزال تلك الغرف العتيقة مسكونة ومحتلة ولم تتحرر حتى اللحظة بعد ان تركها أصحابها وعلى رأسهم الناهب الاكبر الجنرال العجوز وبقية آل الأحمر خلفهم وولوا هاربين وهم لا زالوا يملكون ما يقارب 40 ألفا من مليشيات الإصلاح تخرجوا من جامعة الإيمان إضافة إلى جنود الفرقة الأولى لكنهم رغم كل هذا العدد والعدة والعتاد فضلوا النجاة بانفسهم والهروب على الصمود والبقاء والدفاع عن صنعاء وعن الكرامة والشرف والنخوة تلك القيم التي لطالما تغنوا بها كثيرا والتي كان يتحتم عليهم الدفاع عنها حتى الرمق الأخير كقيم ومثل عليا ولكن هروبهم المخزي ذاك أثبت أنه لا يعرف قدر تلك القيم إلا من تشبع بها ورضعها مع اللبأ منذ الولادة ولكن هيهات لهؤلاء واتباعهم ان يكونوا كذلك فهم لم يرضعوها ولكنهم سمعوا عنها فقط في مجالس السلم والرخاء أثناء مضغ أغصان تلك الشجيرة الملعونة تلك المجالس التي يكون الكل فيها ابطالا وفرسانا من البالون اما في الحرب وهي الكير الذي يفرز الخبث من الطيب فقد كانوا جرذانا ولوا مدبرين فرادى وجماعات في صحراء تحرقهم برمضائها ولم يبالوا بما تركوا خلفهم بل قالوا نفسي نفسي .

 

اعلموا ان عودة الجنرال العجوز إلى واجهة المشهد اليوم هي عودة رمزية فقط ولن تؤثر في الموقف العسكري فهو ليس قائدا عسكريا ميدانيا مؤثرا او يملك حنكة ودراية عسكرية تؤهله لصنع القرار في ميدان المعركة أو تغير من سير العمليات القتالية على الأرض فهو يفتقد إلى أبسط مقومات القيادة العسكرية وإدارة معركة كمعركة إقتحام صنعاء المنشودة . ولكن تم الدفع بالجنرال لحسابات أخرى فهو ومن خلفه مليشيات الإصلاح وتنظيم القاعدة الإرهابي الجناح العسكري لاخوان اليمن امام محك حقيقي لإثبات صدق النوايا مع التحالف وعمل شيئا ملموسا على الأرض بعد ان تلكأوا طويلا من تخوفات عدة وانهم لن يقاتلوا الحوثي إلا بتلبية شروطهم تلك ومنها أن يكون لهم وجود فعلي ومشاركة في قمة السلطة وهو ما تحقق لهم بتعيين علي محسن كنائب القائد الاعلى للجيش ولو انه منصب غير دستوري ولا قانوني ولكن يبدو ان الرئيس هادي منحه إياه نكاية به وليسقي الشمال وقادته من نفس الكأس التي أذاقوه منها سلفا فقد جعلوه هو وجيشه في الواجهة في معركة احتلال الجنوب في 1994م ثم منحوه منصب نائب رئيس فخري وهو اليوم يعيد كل هذا لهم جزاءا وفاقا فمن سيقتحم صنعاء ويحتلها هم علي محسن وأصحابه وليس الجنوبيون وهو كذلك -أي علي محسن- في منصب فخري كنائب للقائد الأعلى للجيش .

 

أخيرا نقول لكل الشمال ولكل قواه أحلموا كما تشاءون ولمعوا عجوزكم الهرم بكل ما أوتيتم فأديم الأرض لا يصبح سماءا أبدا ، وأقصى ما بجعبة عجوزكم وكل ما يقدر عليه هو تحالفات مشبوهة ومساومات مخزية ومذلة قد تجري ظاهرا وفي الخفاء وتحت طاولة القبيلة وإبرام صفقة مع الحوثي والمخلوع للحفاظ على ماتبقى من هيبة حاشد وبكيل طرفي المركز الزيدي المقدس وجيشها الطائفي حارس دولة القبيلة والذي مرغ هادي والتحالف بهيبتهم الأرض فهذا هو كل ما بمقدور صاحبكم فعله أما غير ذلك فهي أضغاث أحلام ليس إلا .

 

ولكن أيها الحاشية والاتباع تظل احلامكم مشروعة في جغرافية مملكة جمهورية آل الأحمر ما قبل 1990م ولكن لا تحلموا بعودة الجنوب إلى باب اليمن مرة أخرى فلقد أذهبتم طيباتكم في الحياة الدنيا مع أول طلقة وجهتموها إلى صدورنا في حرب 1994م ومع اول حرف كتب في ديباجة فتواكم الشهيرة باجتياح واحتلال الجنوب فاغتلتم بذلك حلم الوحدة والمؤاخاة في قلوبنا . فاذهبوا عنا ، لكم دينكم ولنا دين .

 

*- د. عبدالله محمد الجعري