انصرم عام على الحرب التي شهدتها عدن ولحج وابين والضالع وشبوة...
واي حرب شهدتها عدن .. حرب طالت الحاضر والماضي.. قتلت المراه النايمة في غرفة نومها.. والطفل الذي ذهب يشتري ملابس العيد فنالت منه رصاصة قناص اودته صريعا متشبثتا بملابس العيد المضرجة بدمه.. حرب هدت البيت فوق الاسرة وابادت اسرة بكاملها امام عين رب البيت وهو عائدا من السوق محمل بقليل من الخبز ليسد به جوع اسرته ولحطة وصوله يرى البيت كومة انقاض وحذاء احد اطفالة مسقسق بالدم تطاير الى عتبة الدار..
حرب هدمت المعلم التاريخي الذي بناه الاجداد قبل مئات السنين..
حرب دمرت المساجد والمعابد والبنايات والطرقات والجسور والسدود حتى الحبال اكلت منها قدائف اللهب ..
حرب حاصر الجوع فيها عدن لشهور وغزاها الوباء و غطاها الطلام وقطع عنها الماء..
ارادوا لعدن الموت قنصا وتدميرا وجوعا و مرض وعطشا وتشردا ونزوحا..
والنساء في الحرب ماتن وجوعن وعطشن ومرضن وتشردن ونزحن..
هل استسلمن للحرب.. هل خضعت الماجدة في عدن لرهبة الحرب ودوي الحرب ورحى الحرب ؟
لا.. في كل حرب.. لا يخضعن النساء في عدن ..
واليوم لماذا اكتب انا ؟ ..،
لاقول.. لا لم يبتلعنا الطلام..
لا.. كنا قناديل هاجمت الظلام وذهبت ثغيت بالغداء والدواء والاكفان.. ذهبت الى البيت البعيد والقريب الى الساحات المحروقة المدمرة الى الشوارع المنكوبة الى المدارس الاوية للنازحين الى الجبهات المشتعلة بالنار. ضمدت جراح الابطال اسعفت جرحى البواسل حملت على عاتقها مصير الموت ومصير الاعاقة ومصير الشهادة ومصير الحياة وخرجت لتقهر الظلام...
هن نساء عدن مند ان وجدت عدن على الكون مشاعل مسيرة الحياة السرمدية..
وستحمل الحرب في ذاكرة الغزاة.. اي ماجدات تسكن عدن وتموت لاجل عدن.. عدن اسطورة مقاومة وايقونة سلام..
منى هيثم