الشيخ طارق الفضلي يجتض أبنائه بعد الافراج عنهم في صفقة القاعدة والحوثيين
بعد أيام فقط من صفقة تبادل أسرى بين تنظيم القاعدة من جهة٬ وميليشيات الحوثيين الانقلابيين من جهة أخرى بمحافظة البيضاء جنوب شرقي صنعاء٬ الحوثيون و«القاعدة» يعقدون صفقة تبادل كبرى بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت تضمنت تبادل أكثر من مائة أسير بين الطرفيين٬ بينهم عناصر إرهابية اعتقلت قبل أكثر من عامين.
وكشفت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»٬ عن أن الصفقة التي وصفتها بالأكبر تمت بطريقة سرية وغير معلنة بمدينة سيئون٬ بوساطة قادها عدد من القيادات العسكرية الرفيعة الموالية للمخلوع صالح٬ وشملت أكثر من 70 من أسرى الحوثيين مقابل أكثر من 50 من عناصر تنظيم القاعدة.
وتعد صفقة حضرموت هي الثانية لتبادل الأسرى بين تنظيم القاعدة والحوثيين٬ في حين كانت الصفقة الأولى الأسبوع الماضي في محافظة البيضاء٬ وشملت الإفراج عن 47 من عناصر تنظيم القاعدة٬ بينهم نجلا الشيخ طارق الفضلي المتهم بموالاته للتنظيم الإرهابي بمحافظة أبين.
وعّد مراقبون سياسيون صفقات تبادل الأسرى بين الحوثيين وتنظيم القاعدة بالدلالة القطعية التي تؤكد وقوف المخلوع صالح في توظيف «القاعدة» لتحقيق أجندات سياسية٬ ولفت نظر المجتمع الدولي إلى أن التحالف والشرعية غير قادرة على تأمين المناطق المحررة.
وأوضحوا في أحاديث لـ«الشرق الأوسط»٬ أن تطهير القوات الأمنية للعاصمة عدن ومحافظة لحج٬ وانتقال الحملة إلى أبين كشف عن حقيقة «القاعدة» في الجنوب ومن يوظفها ويمولها هو المخلوع صالح٬ متسائلين لماذا «القاعدة» تتواجد في الجنوب فقط٬ لماذا لم تنشط وتتواجد في المحافظات الشمالية٬ هل «القاعدة» انفصالية؟.. على حد قولهم.
وكان محافظ عدن٬ اللواء عيدروس الزبيدي٬ واللواء شلال شائع٬ مدير شرطة عدن٬ قد أكدا في مؤتمر صحافي سابق بأن التحقيقات والوثائق والأدلة كشفت عن ارتباط «القاعدة» بأجهزة أمنية واستخباراتية تديرها قيادات موالية لصالح.
وظلت ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح خلال أكثر من عامين تدعي حربها ضد «القاعدة» و«داعش» التي سرعان ما بدأت معها لعقد هدنة توقف القتال وصفقات تبادل أسرى في مشهد تناقضي يؤكد حقيقة ادعاءاتها في محاربة الإرهاب الذي استخدمته فزاعة للغرب وورقة ضغط لتحقيق أجندات سياسية مشبوهة .