الشيخ الذي يسعده بث حقده وكرهه فهو ليس متدينا : نشر ثقافة الكراهية!!

2016-06-11 10:15

 

يأتي شيخ كبير ومهيب وعلى جانب من الوقار والعلم الديني والوعي. تحترمه وتجله وتصيخ أسماعك لحديثة. يبدأ فيدشن خطابه بالحدث عن أمور دينية عامة، ثم ينطلق إلى هدفه المنشود، وهو إشاعة ثقافة الكراهيات، في لعن هذا المذهب وذاك المذهب وتأييد مذهبه وانه هو الذي يملك الحقيقة وغيره يسلكون الضلال.

البشرية مختلفة في كل شيء، من الديانات الى المذاهب الى اللغات والعادات والأخلاق بل إلى أنواع الاطعمة وطريقة قيادة المركبات، فاذا أردنا ان ننتقد مذهب أو ملة أو أمم في سلوكهم واخلاقهم فهذا امر صعب بل مخيف.

 

علينا ان ندرك أن نصف سكان الكرة الارضية من الملاحدة والوثنيين ، ونصف من تبقى بين مسلمين ومسيحيين خلطة عجيبة غريبة ولكنها الحياة !

- وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا-.

ولأصلاح أو تغيير من نختلف معهم فذلك يأتي، بالإقتراب منهم والتوادد معهم وتوجيه الحديث الراقي والإنساني اليهم .

-. ماذا يفيد السامع ان يسمع الشيخ أو الخطيب وهو يكفر مذهب ويسفه آخر، فرجل الدين لا يحقد ابداً وان أسعده بث حقده وكرهه فهو ليس متدينا، وأولى به من يخطب ويسلط جام غضبة على الآخرين.أولى به أن يحافظ على من معه ومنهم في مناخه وعلى رشده، وان يعمل على تجنيبهم الأنزلاق والطيش والزلل وان لا ينشغل في عيوب غيره فينسى عيوبه.

 

والله ما أصابنا بمقتل إلاّ هذه الخطب والكتب والبرامج والتحشيد الكراهي المخيف. من يعتلي المنبر ليتذكر أن هذه المنبر هو منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس منبره الشخصي، وان السامعين يهمهم أن يسمعوا الى حديث محبة، فيغادرون المسجد أو القاعة وكلهم محبة وتراحم وتسامحات وود.

 

يجب على حكوماتنا العربية والإسلامية ان تـَحدْ من هذا الخطاب الديني القاسي وبعث الكراهيات بين المذاهب والأديان ,بل ان تهب هذه الحكومات لسن قوانين تمنع بث ونشر ثقافة الكراهيات.

 

سيأتي يوم عاشورا- وهنا علينا ان نشارك بهذه المناسبة بشكل يجعل -الشيعة- يشعرون اننا جميعا نحزن معا. بل وهي مناسبة، نجاة قوم موسى وهلاك فرعون وقومه. ان لم تسعفكم ثقافتكم للتعاطف فاجعلوها من اجل السلام الاجتماعي او إجعلوا هذه المناسبة مهرجاناً سياحياً أو لتشهدوا به بعض المنافع التجارية .

 

*- بقلم : الأستاذ فاروق المفلحي – برانتفورد كندا