و this is أيش با يسوي؟

2016-07-19 17:51

 

استعان الأخ والصديق المرحوم، بإذن الله، طالب أحمد السقاف بأثنين من العمال الهنود الذين تم احضارهم للعمل في مجال الأشغال العامة في الجنوب خلال فترة مضت، وذلك لبناء جدار في منزله، وبصعوبة، بسبب اللغة، توصل معهم إلى اتفاق عن طبيعة المطلوب منهم والأجر الذي يريدونه، وعندما باشروا العمل كان البناء الهندي يستعين بطالب لمناولته البردين(البلك) ، فقال مخاطبا البناء ويشير بيده إلى الهندي الآخر الجالس (وذيس ايز إيش بايسوي)؟، خلال ذكر هذه الواقعة ذكر أحدهم واقعة العسكري الذي حضر للشهادة أمام القائد الإنجليزي حول عراك بين جنديين فقال (ذيس ون ضرب ذيس ون لكن ذيس ون غلطان على ذيس ون).

 

نقلت لنا وسائل إعلام محلية أن رئيس الوزراء شكل لجنة اقتصادية برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن، يفترض بها أن تقوم بمعالجة، ضمن معالجاتها، موضوع السيولة التي منعت الناس في الجنوب من استلام مرتباتهم لشهرين مر خلالهما شهر رمضان وعيد الفطر ويعلم الله بأحوال الناس ومعاناتهم إذ يبدو أن القائمون على شؤونهم يعيشون حالة انفصال عن الواقع.

 

عفاش كان صاحب اختراع تشكيل اللجان لترحيل المشكلات، وخصوصا المشكلات التي أذاق بها أبناء الجنوب الأمرين، ولا ندري أي من شياطين بطانته اقترح له هذا الاقتراح السحري المخصص للعب بعواطف الناس وترحيل آمالهم، فقد كان يشكل اللجان للقضايا التي لا يريد لها أن تعالج فيما يعالج بقية القضايا بفرمانات تلفونية على طريقة (اصرفوا من بند ممنوع الصرف) ويا ويل من يتجرأ على مناقشته، أيا كان، أشهر لجانه كانت لجنة (باصره/هلال) حول منهوبات أراضي الجنوب الذي ذهب تقريرها مع الريح وذهب أحد مقدميه مع طبق بنت الصحن الشهير والآخر نقل من المركز المقدس إلى قرية عدن.

 

تاريخ اللجان لا يحكي أي معالجات قدمتها، كان آخرها لجنة القاضيان سهل حمزة ونورا ضيف الله التي شكلها الرئيس هادي لمعالجة مظالم المبعدين عن وظائفهم والمقاعدين قسرا وهي حالة عمت الجنوب حين كان سكان الجنوب فائضون عن الحاجة وأسس لهم صندوق تافه كتفاهة نظام صنعاء الانفصالي، بالممارسة، أسموه صندوق العمالة الفائضة في الجنوب، المضحك أن هذا الصندوق كان يديره شمالي، فقد اعتبرونا فائض، حتى عن إدارة صندوق، في حين كنا ندير دولة ومؤسساتها.

 

عود على بدء، نحن نعلم أن مقدار التعاون المركزي مع السلطات المحلية شبه معدوم، أو محدود جدا في بعض المحافظات في الجنوب العربي، لغرض في نفس يعقوب، وحين يتم تشكيل لجنة يرأسها محافظ عدن لمعالجة قضية حكومية فأن الهدف هو رمي العجز الحكومي على اللواء الزبيدي بقصد إحراق نجاحاته التي لمسها سكان عدن وقد رأينا حال تشكيل هذه اللجنة ظهور أزمة جديدة في الوقود.

 

لأن الشيء بالشيء يذكر فأن محافظة ابين، مثلا، تعاني ولم نرى التفاتة حكومية نحوها، الغريب في الامر أن هذه المحافظة ينتمي لها رموز اجتماعية كبيرة وقيادات ووزراء حاليين وسابقين ولو وقفوا خلف المحافظ لتحقق الكثير لكن يبدوا أن هذه المحافظة مصابة بلعنة عشق السلطة، إلا يمكن أن يتعلموا من محافظة الضالع البطلة حيث توارت عن الظهور رموز تاريخية كبيرة لافساح المجال للقائدين عيدروس وشلال؟.

 

يا حكومة بن دغر .. الهروب من مواجهة المشكلات بتشكيل اللجان وترك السلطات المحلية تواجه قدرها، بل ويوجه لها بعض وزراءكم الانتقادات بسبب كلمة هنا أو إجراء هناك، لا يليق بوزراء يحترمون أنفسهم ومسؤولياتهم وتقع عليهم مسؤولية معالجة المشكلات، وإلا فإنه يحق لنا أن نسأل السؤال الذي سأله المرحوم طالب السقاف..(وذيس ايز إيش بايسوي؟).