عدن .. من جحيم الكهرباء إلى وباء الكوليرا : الصحة تسجل 8 وفيات و 117 حالة اصابة

2016-10-22 05:50
عدن .. من جحيم الكهرباء إلى وباء الكوليرا : الصحة تسجل  8 وفيات و 117  حالة اصابة
شبوه برس - خاص - عدن - بسام القاضي

 

أكد الدكتور علي الوليدي وكيل وزارة الصحة اليمنية عن رصد الوزارة في عدن 8 حالات وفاة و 117 حالة اصابة ، مشيراً ان الوضع في تحسن والى الأفضل وانه لا صحة لأي  انتشار لوباء الكوليرا في عموم مدارس عدن وان ما تناقلته وسائل الاعلام عن رصد حالات في بعض مدارس عدن غير صحيح ، حيث لم تسجل غرفة الطوارئ وعمليات الترصد الوبائي أي اصابة في المدارس حتى اللحظة .

وقال وكيل وزارة الصحة اليمنية ان وباء الكوليرا الفتاك اجتاح ايضاً محافظة لحج حيث تم رصد 67 حالة  اصابة اشتباه بالكوليرا وحالتين وفاة ، مشيراً بان اغلب الحالات سجلت في مخيم خرز للاجئين  الصوماليين بالمحافظة ، مؤكداً انه تم تجهيز مستشفى الحوطة وايضاً مستشفى ابن خلدون لاستقبال الحالات والكوادر الصحية تبذل كل جهودها لمجابهة خطر الوباء القاتل بجهود ذاتية وامكانيات شحيحة جداً .

وأكد الدكتور الوليدي وكيل وزارة الصحة اليمنية ان جهود ذاتية كبيرة تبذلها الوزارة في عدن ولحج رغم شحة الامكانيات لدى الحكومة وفي ظل سيطرة الانقلابيين على كل الموارد المالية ومخصصات الصحة ، ومقارنة مع حجم الدمار والخراب الشامل الذي تعرضت له البنى التحتية والمستشفيات والمختبرات والمرافق الصحية في عدن والمحافظات المجاورة جراء الحرب الظالمة التي شنتها ميليشيا الحوثيين وقوات صالح في مارس 2015.

 واغلقت أمس الخميس المدارس الاساسية والثانوية  بجميع مديريات العاصمة المؤقتة عدن  وطلبت اداراتها من الطلاب مغادرة الصفوف والعودة الى المنازل بعد اكتشاف عدد من حالات الاصابة بمرض الكوليرا  الذي يجتاح المدينة منذ 13 اكتوبر " تشرين الاول " ورصد مكتب الصحة العامة والسكان 8 حالات وفاة وأكثر من 117 اصابة حتى أمس  .

  ووجهت ادارة  مكتب التربية والتعليم بعدن  واستنادا الى توجيهات وزير التربية والتعليم  أمس الخميس  بوقف الدراسة في جميع مدارس المحافظة وحتى اشعار اخر ، كأجراء وقائي  واحترازي حفاظا على سلامة وصحة الطلاب بمختلف فئاتهم العمرية عقب لكون المدراس تعتبر من أكثر اماكن الازدحام  والتي تكون ناقلة  للأمراض.

وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد قدمت اول من امس  كميات كبيرة من مادة الكلور لتعقيم مياه البرزخ والخزانات والآبار من وباء الكوليرا الذي بدأ يجتاح العاصمة المؤقتة عدن منذ 13 أكتوبر تشرين الأول .

وقال وكيل عدن محمد نصر الشاذلي في تصريحات إعلامية أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي استجابت للطلب سريعاً حال إبلاغها بخطر وباء الكوليرا وقامت بتوفير مادة الكلور وسلمت أمس الأول لمؤسسة المياه عدن ، .

وزاد الأشقاء في دولة الإمارات كما عهدناهم يبادرون لخدمة الناس في جميع المناطق المحررة، بكافة مجالات الحياة ، داعيا في الوقت نفسه المواطنين إلى أخذ معايير الوقاية من الكوليرا وإلى تفاعلهم للقضاء على هذا المرض الفتاك حد قوله ذلك .

من جهته اشار عارف حسن رئيس قسم التعقيمات في مؤسسة المياه بعدن إن الكميات من مادة الكلور اتت بالوقت المناسب وكانوا بأمس الحاجة إليها مع انتشار مرض الكوليرا الذي أودي إلى وفاة وإصابة العشرات من أبناء عدن نتيجة تلوث المياه ، لافتاً بانه تم إفراغ كميات من مادة الكلور في خزانات المياه بالبرزخ "جبل حديد" لتعقيم المياة من الكوليرا الذي يغزو عدن منذ مطلع الأسبوع الحالي .

الى ذلك ناشدت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، المجتمع الدولي بتوفير دعم مالي عاجل للحيلولة دون انتشار وباء الكوليرا (الإسهال المائي الحاد) في اليمن .

واوضحت  المنظمة في بيان صحفي نقله مركز أنباء الأمم المتحدة ” إن خطة مكافحة الكوليرا في اليمن تتطلب توفير أكثر من 22 مليون دولار “ ، مضيفة ” إن 340 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في اليمن، منها 18 حالة مؤكدة في محافظات صنعاء وعدن وتعز والحديدة والبيضاء ولحج، فيما لم يتم تسجيل أية حالة وفاة حتى الآن بسبب الكوليرا “ .

 وقالت  أن أكثر من سبعة ملايين وستمائة ألف شخص يعيشون في مناطق متأثرة بالكوليرا، فيما يتعرض حوالي ثلاثة ملايين نازح لخطر الإصابة بالمرض ، كما اشار البيان إلى تفاقم الظروف الصحية للسكان بسبب نقص الغذاء وإرتفاع معدلات سوء التغذية وانعدام فرص الحصول على خدمات صحية ملائمة.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن استمرار الصراع في اليمن أدى إلى عدم تمكن حوالي ثلثي السكان من الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي، خاصة في المدن مما أدى إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الكوليرا .

 وأشارت إلى أن الوكالات المعنية بالصحة ومن أجل الحد من معدل الإصابة بالكوليرا وأمراض الإسهال المائي تسعى للوصول إلى نحو أربعة ملايين شخص معرض للخطر من خلال تعزيز نظام الرصد الوبائي، وتوفير خدمات الرعاية الصحية، ودعم مختبرات الصحة العامة المركزية ونشر الوعي.

ووفقاً لتعريفات الصحة العالمية فالكوليرا هي عدوى معوية حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الضمة الكوليرية. ولها فترة حضانة قصيرة، وتنتج ذيفاناً معوياً يؤدي إلى إسهال مائي غزير غير مؤلم، يمكن أن يفضي سريعاً إلى تجفاف شديد وإلى الوفاة إن لم يعط العلاج فوراً. كما يحدث القيئ بين كثير من المرضى.

وتظل الكوليرا تمثل تهديداً عالمياً وهي من بين المؤشرات الأساسية للتنمية الاجتماعية. ولئن كان المرض لم يعد يشكل تهديداً في البلدان التي لديها الحد الأدنى من المعايير الصحية، فهو يظل من التحديات المطروحة على البلدان التي لا يمكن فيها ضمان الحصول على مياه الشرب النقية والمرافق الصحية الملائمة. ويواجه كل بلد نامٍ تقريباً فاشيات للكوليرا أو تهديدات بوباء الكوليرا.