معالجة أوجاع الحاضر بأدوات الماضي لن تنتج حلولا..!!

2016-12-30 03:42

 

سيظل العدل والانصاف والسلام مطالب مشتركة لكل شعوب العالم وبخاصة لشعوب الشرق الاوسط التي انهكتها الحروب والصراعات  ويحدونا جميعا الامل في عام يوشك ان يتخلق مع انقضاء عام كان مشحونا بروائح البارود والدماء والدمار..

  

ومن المؤسف ان تدخل فيه الحرب في اليمن الشقيق والجنوب العربي  عامها الثالث دون بارقة امل في ايجاد حل عادل للقضية الجنوبية من جذرها وحل ايجابي لخلاف الصراع على السلطة في اليمن الشقيق..

 

ان الصراعات في اليمن وفي الجنوب العربي واضحة اطرافها وواضحة الحلول لقضاياها اذا ما صدقت النوايا وتخلصت الانفس عن شحها و"غلبت" مصالح الشعبين في البلدين الجارين واللوم يقع على من بايديهم القرار في اﻻنقلابيين والشرعية ويظل الامن والاستقرار والعدل امال مطلوبه ليس في الجهوية اليمانية وانما لكل شعوب العالم..

 

غير ان لتلك اﻻمال الانسانيه ادواتها التي تدرك اهمية وقيمة الامن والاستقرار  في حياة شعوبها ومن المؤكد مثل تلك اﻻدوات لن تكون من الماضي ﻻيجاد الحلول لمعضلات الحاضر وامال المستقبل ..

 

ان الشعبين الشقيقين في اليمن وفي الجنوب العربي  ومعهما شعوب ودول المنطقة يستقبلون العام الجديد بالكثير من الحذر والكثير من المخاوف وهم محقين فالامور في المنطقة رغم الرؤى  المطروحة للحلول من قبل اﻻدارة اﻻميركيه التي تستعد لتسليم مهامها ﻻدارة الرئيس ترامب الجديدة   ﻻتبدو انها تلاقي الترحاب ولن تجده بسهولة من اطراف الصراع من اسرائبل الى الانقلابيين والشرعية على حد سواء   .

 

 ان التجارب الماضية خلال الثلاثة العقود المنصرمة توضح للمتابع ان حربا في المنطقة تلد اخرى وﻻتنتج سلاما طالما ان اطراف الصراع لم يستطع ايا منها ان ينهي الطرف اﻻخر ويخرجه من المعادلة..

 

لقد كان العامين الماضيين من الحرب  مسرحها ارض الجنوب.. ﻻتفاق طرفي الصراع والتحالف على ذلك منعا للانفصال الذي اصبح عند دول التحالف العربي عقدة في عدم اتساق ﻻسباب الحرب الحقيقية طالما وان تلك اﻻطراف مجمعة على بقاء الجنوب العربي تحت اﻻحتلال اليمني  وهو نفس المطلب اﻻيراني الذي لن تقبل بغيره في تحقيق طموحاتها كامبراطوريه ناهضة  .!!

 

 غير ان حروب المنطقة كما اسلفت انفا عودتنا ان حربا بالضرورة تلد اخرى فلا يستبعد ان يدخل طرف اخر يخرج من معاطف الشرعية واﻻنقلابيين  في لعبة الصراع  الغامضة هذه  يؤدي الى تصعيد المشهد في الجنوب بهدف استمرار بقاه رهن شعار الوحدة اليمنية فريضة اسلاميه وفتاوى قتل اﻻنفصاليين واجب ديني مقدس..

 

ان رمال الجنوب العربي المتحركة  اكثر خطورة من جبال اليمن المتحركة ليس على المنطقة وانما على اﻻمن والسلم الدوليين الذي قد تصبح دول التحالف العربي عاجزة عن ضمانهما في منطقة مهمة جدا للعالم الامر الذي سيؤدي بكل تاكيد الى اخراج التحالف ليفسح المجال واسعا لقدوم ايران وهنا ستفرض هيمنتها ليس على الجنوب والشمال وانما على المنطقة برمتها وفي كل اﻻحوال  ستظل قضية الجنوب العربي حاضرة وثابته ﻻبد من اﻻعتراف بها وبقيام دولة الجنوب العربي رغم  انف الانقلابيين والشرعية و ايران  واطماعهم التوسعية في ارض الجنوب العربي و"عقدة"  خوف اﻻخرين التي ﻻمبرر لها.

 

علي محمد السليماني

 صحفي وباحث في تاريخ الجنوب القديم

29/12/2016