وترجل القائد ‘‘عمر سعيد الصبيحي‘‘

2017-01-08 18:17
وترجل القائد ‘‘عمر سعيد الصبيحي‘‘
شبوه برس - خاص - عدن

 

العظماء ﻻيكتب لهم البقاء طويلا بين الناس ، لكنهم ينحتون أسماءهم على جبين الدهر ، رحل عمر سعيد الصبيحي ،  رحيل العظماء ، ومات موت الأبطال ، عاش رافع الهامة  أبيا ،ومات كما عاش ، فالرجل   رضع لبان الرجولة من منذ نعومة أظافرة  من مدرسة الصبيحة ، التي ﻻبواكي لها .

آمن عمر سعيد بقضية ونذر له عمره ، ودفع حياته ثمنا لما أنتهاء إليه من قناعات ومبادئ  ، وهكذا هم الصادقون ، يعطون في صمت ، وﻻينتظرون من الناس جزاء أو شكورا .

 

رحل القائد  عمر سعيد الصبيحي ، مخلفا وراءه قصة فارس ، وموت بطل ، قصة سترويها الأجيال ، وسقف أمامها مليا  .

ذهب عمر سعيد إلى مكانه الذي يستحق ، ومات الموتة التي تليق به ، بدأ حياته جنديا  مقاتلا وأنتهى قائدا  مقاتلا  ، ليختم مشواره بما بدأ به .

لك الله أيها الصبيحة يا منبع الرجال ،  وموئل الأبطال ، لكم الله أيها الأعراب الأصلاء ، الذين لم تفل اسنان الحضارة عضد أصالتكم ، ولم تسلبكم الأيام قيمكم ومآثركم ،  ولم تسلبكم كبريائكم رغم البساطة التي رسمتها الأيام على قسمات وجوهكم  .

 

لا أعرف عمر سعيد الصبيحي ، ولكن شنفت آذني بطوﻻته ومآثره ، منذ زمن طويل ، روى لي من أثق به في نيابة البحث عدن  وهذه شهادة أقولها لله ثم للتاريخ كما سمعتها :  ( قال تم القبض على عمر سعيد الصبيحي ، واحضر إلى نيابة البحث في عام 2008م  بصحبة قائد حراكي أخر - هذا الأخر يشار إليه اليوم  بالبنان -  قال صاحبي : بينما كان وكيل نيابة البحث العقيد / سالم السنباني يستجوب صاحب عمر سعيد ويقول له أتريد جنوبا ؟؟؟ وكان الرجل  يبكي ويقسم أيمانا مغلظة محاوﻻ إثبات  براءته أنه ليس له علاقة بالجنوب وﻻ بقضيته  ، قال :  فالتفت إلى عمر سعيد الصبيحي وقال : أتريد جنوبا هاه ؟ قال فرد الصبيحي بصوت قوي وكله ثقة من نفسة ، وإيمانا بقضيته فقال : نعم أريد جنوبا وعلى عينك ، اقسم بالله سترحلون ، اقسم بالله سترحلون .

 

اليوم بر القائد عمر سعيد الصبيحي قسمه   ، ورحل سجانه ، ورحلت معه قوى الشر  الظلام ، ورحل عمر سعيد إلى مكانه الذي يليق به .

 ، يبدو أن الرجل أنهى مهمته ، فمهمته التي أقسم عليه صادقا ، انتهت مع آخر حد جنوبي؛  مضارب قبيلة الصبيحة ، مدرسة عمر سعيد الأولى التي رضع منها لبان الرجولة  والأباء .

اقسم بالله ستخرجون  ، أطلقها عمر سعيد الصبيحي وهو في مرحلة ضعف ، وبر قسمه وهو في مرحلة قوة ومنعة .

سقط عمر سعيد في صمت ،  وهكذا هم العظماء لايخدشون حياء المكان ، وﻻ وقار السكينة ، صال وجال  عمر سعيد في ميادين الوغي بسنانه كما صال وجال قبلها بلسانه .

أجزم بأن الجميع ﻻيعرف له صورة ؛ إﻻ صورته المضرجة بالدماء ، وكان الرجل كان نهاية بلا بداية ، رغم أن الرجل كان برتبة عميد ، يقود لواء من أقوى ألوية الشرعية وأكثرها بلاء في جبهة ظلت ملتهبة طوال عام كامل ، لأن عمر ليس من هواة الصور ، فالصور تقليد لم يصل إلى مضارب الصبيحة بعد فالأبطال ﻻيكذبون ، وﻻ يمثلون ، وﻻ يتظاهرون ، فهم كالسنبلة الملأ التي ﻻترى بجانب السنبلة الفارغة .

رحمك الله أيها القائد المغوار  ، وسلام على أم انجبتك ، وأب عشت في كنفه  .

سلام على الصبيحة  المدرسة  التي ميزت  الدينار الذهبي من المغشوش .

                   سعيد النخعي 

              عدن  9/يناير / 2017م