الشمال يعيش أزمة هوية واغتراب اجتماعي

2017-03-24 06:04
الشمال يعيش أزمة هوية واغتراب اجتماعي

بسام فاضل

 

الشمال بكل نخبه متقلب المزاج ومع الحرب الدائرة مؤخرا فان للمطابخ السياسية والاعلامية والسياسيين بمختلف انتماءاتهم نظرتهم للحرب من زوايا عدة حتى وأن كان التقاتل قد بلغ ذروته والدم قد سال إلى الركب .

 

فالطبيعة القبلية التي نشاء عليها والموروث السياسي يضع أهداف استراتيجية على نفس منوال التركيبة الاجتماعية المتقلبة بين مصالحها الخاصة منفردة ومصالحها مع المقربين منها مجتمعه .

 

ومهما حاولت جهة سياسية أو عسكرية أو قبلية التقرب من الجنوب والإيحاء بمد جسور الاخاء ووشائج القربى وإظهار حرص على الاعتراف بالجنوب وقضيته بأحقيته في استعادة دولته ,فان ذلك منفردا لا يجدي نفعا ,من غير فائدة ترجى وسيعد ذلك من باب المهادنة وشغل الجنوب عن المضي قدما نحو هدفه التحرري .

 

وحتى لا نقلق حق ان يكون لأشقائنا في الشمال يدا في الاجتهاد لتقريب يوم الخلاص الوطني الجنوبي وكي لا نضع التشاؤم ونزع الثقة ونزرع الاحقاد أمام هكذا روى فأنه يترتب على من يقدم الحلول والمبادرات أن يعمل بها في الواقع الداخل الشمالي ويحولها إلى برامج عمل فاعلة حتى تنشى مضمومة عمل تسير في نفس النهج وتشكل محورا يمكن البناء عليه- .

 

فكما كانت الوحدة مرفوضة وغير مرغوب بها لدى طبقات فاعلة ومؤثرة في الشمال واستمر ترويضها واقناعها زمن لتقبل فكرتها ,وقد قبلتها من بعد على مضض وضل جزء منها يعمل على تقويضها بعد تحققها فان الجهاد الأكبر والرسائل التي يفترض أن توجه ليس للجنوب والجنوبيين بل للشمال والعمل مع الشماليين وهنا يظهر مدى الاخاء وما يمكن أن يقدمه اصحاب هذا الطرح .

 

لقدر راينا كيف تم الحوار الوطني وكيف كانت قبله تصدر دعوات من هذا القبيل ثم اتى الحوار وفسدت كل هذه الرؤى وساد جو من التعقيد تنادت كل الرؤى السياسية التي قدمت من المؤسسات السياسية والمستقلين إلى ما تخبئه من ثورة حقد على الجنوب .

 

فأمر الاقاليم  كان غائب عن الحوار لكن عندما تقدم به الحزب الاشتراكي اليمني ومؤتمر شعب الجنوب الذي قاده محمد علي احمد نتاج للقاء القاهرة الذي رأسه الرئيس على ناصر محمد ودولة الرئيس حيدر العطاس والذي كان من المفترض أن تؤيده احزاب اللقاء المشترك الذي يعتبر الحزب الاشتراكي فاعلا فيها ,ظهرت العنصرية المقيتة من قبل الاحزاب الشمالية والمليشيات الجهوية وكل المنتمين الى السلطة برفض فكرة الأقاليم ليتم طرح الأقاليم المتعددة أكثر من ثلاثة لان مسالة أن يكون إقليم شمالي وإقليم جنوبي كما رأتها هذه الاحزاب تسير في المستقبل مع المطالب الهادفة الى فك ارتباط الدولتين واستعادة هوية الدولة الجنوبية .

 

بالمقابل فان انصار الله وقفو موقف المتخاذل ولم يكن لهم دور فاعل في الحوار أو صدقوا في ما كان يطرح في اطارهم التنظيمي عن ما يرضي تطلع شعب الجنوب وكان ذلك الطرح في الحوار أشبه ما يكون اختبار على مصداقيتهم وفيما يبدوا ان تفكيرهم ينصب على اخراج الحوار إلى العنف الثوري الموجه الى اكتساح الجنوب بعد ما وجدوا لهم احلاف ربما اغروهم وغرروا بهم  .

 

تسود الشمال حالة من الفوضى الاجتماعية وازمة في الهوية السياسية والوطنية بعيد الخروج منها على الاقل في ضل هذه الاوضاع وتضعضع العلاقات مع العالم العربي والاسلامي ,لذا فان الجنوب حسب رؤيتهم يشكل لهم ملاذا وهدف لتقريب وجهات النظر وفسحة لتسويق الافكار التي تضمن عدم تدهور وانفضاح القوى المتحالفة في الصراع الحالي وتشكل تحالفات جديدة حسب المعطيات الناشئة .

 

هذه التوجهات تعتبر توجهات القوى المهيمنة على مصدر القرار والمالكة لإمكانيات إذكاء الصراع وتخفيف حدته وإنهائه وهي القوى التي سئم منها الشعب اليمني في الشمال وضج بممارساتها وطفرتها التي حفضها عن ظهر قلب وكاد أن يعصف بها في ثورة التغيير إلا أنها لازالت مسيطرة وتملك الإمكانيات التي تتحكم في  توجيهه نحو بغيتها .

 

ولذلك فان تخليص الشمال من هذه التبعية المقيتة سيتضح في إبطال هذه المشاريع التي تعمق الشقاق في الداخل الشمالي على وجهه الخصوص وتزرع الاحقاد والفتن مع اشقائهم في الجنوب على العموم والعالم العربي عامة .