مؤتمريو الجنوب

2017-09-09 14:21

 

منذ تحركهم النشط الذي شهدته شهور ما قبل غزو الجنوب في مارس 2015م لم نسمع صوتا موحدا قويا، أو حتى خافتا، لإخوتنا من أعضاء المؤتمر في الجنوب، لم نسمع إلا تشتتا بين لفظي (الأخ الرئيس) أو (الأخ الزعيم) وهما لفظان لا ننكرهما عليهم، لكننا نجزم أنها ألفاظ (معلقة) ومابين اللفظين بون شاسع تجاه القضايا الوطنية وتجاه محيطنا الإقليمي.

 

لا نحبذ استخدام لفظ اتباع في العمل السياسي، لكن الحال كذلك بالنسبة لاتباع (الزعيم) والسبب ببساطة أنه لا هناك مشروع وطني يدافعون عنه فليس لهم مشاريع سوى ذلكم المشروع الصغير (مشروع الحكم) الذي أطلقناه ذات يوم من العام 2006م من منتدى الأحلام وركب عليه بعض مثقفينا الكبار وأشبعوه (مرمطة) وميوعة حتى أخرجوه عن سياقه، في حين أن الوصف كان (إن صالح لا يحمل مشروعا وطنيا وإنما يحمل مشروعا صغيرا هو مشروع أن يبقى حاكما).

 

الرئيس هادي يحمل مشروعا، بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع مفردات هذا المشروع بالنسبة للقضية الجنوبية، ووجود هذا المشروع لا يبرر لأعضاء المؤتمر من الجنوبيين أن ينكفئوا على ذواتهم ولا يتعاملون مع ما يعتمل في الساحة السياسية الجنوبية فهم ليسوا (حراثات) تنتظر موسم الحصاد، وليسوا مجرد آلات تنتظر من يحركها، وننكر عليهم أن يتحولوا إلى مجرد مجاميع (لا) في مواجهة أي فعل سياسي أو جماهيري تشهده الساحة الجنوبية.

 

لا يمكن لأي فريق أن يحمي مشروعه، أيا كان هذا المشروع، إلا إذا كان موحدا بخطاب سياسي وإعلامي متناغم ومفهوم يحترم إرادة الشعب في الجنوب ويحترم تضحياته الكبيرة التي قدمها منذ 2007 حتى اللحظة، ولسنا هنا في وضع يسمح لنا أن نقيم الأداء السياسي للأحزاب، فهذا شأن يخص الهيئات المختلفة في هذه الأحزاب، لكننا نملك الحق في الدفاع عن المشروع الوطني الجنوبي، وننكر على أي طرف جنوبي أن يتحول إلى مجرد (خشبة) في دولاب العمل الوطني الجنوبي لا تخدم إلا أعداء الجنوب وأهله، ولا ينكر أحدنا على أي جنوبي يرى رأيا مختلف على قاعدة احترام الرأي الآخر.

 

أثبتت وقائع الماضي القريب والأقرب أن مشكلة أبناء الجنوب تكمن في خلافاتهم، فليس لهم نقاط ضعف إلا الخلافات التي يمكن تجاوزها إذا انطلقنا من الحق في الشراكة الوطنية، وهي نقطة التقاء رئيسية يسهل ما عداها، وإذا كان أي منا لا ينكر على الرئيس بعض ما يمليه عليه موقعه الرسمي ومتطلبات هذا الموقع إلا أننا ننكر على قيادات المؤتمر من الجنوبيين عدم فتح حوارات مع المجلس الانتقالي الجنوبي تفضي إلى صناعة مظلة وطنية جنوبية توصلنا إلى بر الأمان.

 

الأشقاء في صنعاء تدور بينهم رحى حرب، ومع ذلك نرى إرهاصات تحالفات جديدة قد تمتد إلى الإقليم وتفرض واقعا جديدا بمعزل عن قناعاتنا، فيما الأطراف الجنوبية التي لا زالت تحكمها شراكة الخندق الواحد تتعامل مع بعضها بشعور (الريبة) وتتجه إلى التمترس الذي لم نجن منه إلا الحصرم.

 

آن الأوان لأبناء الجنوب أن ينتقلوا من رد الفعل إلى الفعل وأن يرتقوا إلى مستوى الوطن بدلا من عض أصابع الندم بعد فوات الأوان، فهناك من عض أصابع الندم بعد رحيل الاستعمار البريطاني وعضوا أصابع الندم بعد قحطان وسالمين وبعد يناير 1986 وعضيناها بعد الوحدة وبعد حرب 1994م اللتين لم نجر قبلهما مصالحة وطنية جنوبية، وقد نعض أصابع الندم بعد هذه الحرب إذا أصررنا على الاحتكام لنفس العقلية التي احتكموا لها حكامنا خلال المراحل السابقة وأوصلتنا إلى ما نحن فيه، فهل نفيق من الغفلة التي طال أمدها؟؟.