القرار الروسي ابعد من احمد علي عفاش واخطر من رفع العقوبات عنه من عدمها كما وان مجلس الامن لم ينعقد لرفع العقوبات عن احد ولم يكن احمد علي او غيره موضوع نقاش..
الحرب مازالت مستمرة في اليمن ومستعرة في اروقة الاقليم والعالم حول اليمن والقرار الروسي يصب الزيت على نار الحرب ليطيل امدها عندما يعترض على ادانة ايران ويدعم تدخلها بشكل فج.
السباق الحاصل وفقا وما انتجته الحرب حتى الان هو سباق معسكرين ، معسكر شرقي (روسي ايراني تركي قطري) معسكر غربي ( امريكي بريطاني فرنسي خليجي) واليمن ليست سوى محطة في سباق مارثوني في الشرق الاوسط وبالتالي مايهمنا هي الجزئية الخاصة بنا ومن السخف ان نجتز من جلسة مجلس الامن بالامس قرار تمديد العقوبات لان يحيى العابد كتب هاشتاق على ساحل عدن يطالب العالم برفع العقوبات عن احمد علي عفاش ، ونترك الأهم وهو دخول روسيا على خط الازمة بشكل مباشر ودعم التدخل الايراني في اليمن بشكل صريح من خلال الفيتو ومنع الادانة وهذا هو الاهم والاخطر لانه يخلط الاوراق ويعيد العملية الحسابية الى البداية ان لم يأت بمعادلات جديدة يصعب حلها .
الواقع يقول ان الحرب على مدى الثلاثة الاعوام الماضية افضت الى :
1-سيطرة المشروع الايراني (الحوثي) على الشمال بعد الانقلاب على الرئيس هادي وفرض سلطة الامر الواقع.
2-سيطرة المشروع الجنوبي التحرري (المجلس الانتقالي) على الجنوب بعد طرد قوات الاحتلال اليمني وجحافل الغزو الحوثية وذلك بمساندة ودعم دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والدور الفاعل والمتميز لدولة الامارات العربية المتحدة.
ربما ينشغل البعض ببعض التفاصيل التي لن تغير من الامر شي ، لكنني اجزم ان هذا هو الواقع كما هو الان على الارض ويتعاطى معه الاقليم والعالم بشفافية كأفضل ماافضى اليه صراع المعسكرين في اليمن وبالتالي لايمكن السماح لاي محاولات اضافية لتغيير هذا الواقع، أي ان روسيا لن تسمح بتغيير المعادلة في الشمال لطرف آخر غير الحوثي وهذا مايفهم من الفيتو والقرار الروسي الاخير وبكل وضوح ، لكنها لن تمانع في تمدد هذا المشروع الايراني جنوبا وان بتفعيل ودعم دور الاحزاب اليمنية المرتبطة بقطر وتركيا وهذا يحقق الاهداف المرجوة بشكل او بآخر !.
الخلاصة :
*اما ان تنتفض الشرعية وجيشها الوطني والتعاون مع كل القوى المناهضة لمليشيات الحوثي في الشمال والعمل مع التحالف بمصداقية ونجاعة لحسم المعركة عسكريا لصالحها قبل ان يتطور الموقف الروسي الايراني في قادم الايام ، مالم فإن المحافظة على النصر الجنوبي ابدأ وأولى ، والاقرار بالامر الواقع كما اقره مجلس الامن بالمصادقة على القرار الروسي بالاجماع .
*الشرعية الجنوبية ممثلة بالرئيس هادي هي الخاسر الاكبر في حال لم تحسم امرها بالقوة شمالا او العودة الى الجنوب ودعم قوات المقاومة الجنوبية عسكريا ومجلسها الانتقالي سياسيا والبناء على ماتم انجازه حتى الان .
*الاصلاح هو الخاسر الثاني وان كانت فرص القفز الى صنعاء مهيأة له وفقا وسياسة (المعسكر الشرقي) مع صعوبة وكلفة اكبر في حال فكر في السيطرة على الجنوب.
شهاب الحامد
الثلاثاء 27/2/0018