ويلي منك وويلي عليك

2018-04-13 13:02

 

"الضعيف هو من لا يتنازل حين يكون من مصلحته التنازل"

الكاردينال دي ريتز - زعيم وسياسي فرنسي

 

↩ عودة بن دغر وحكومته لن تكون أفضل للشرعية مما كانت قبل سفرها ، ولن تكون أخطر على المجلس الانتقالي مما كانت قبل سفرها ، هي ظاهرة إعلامية، وأشد أنواع الإفلاس أن يكون انتصار رئيس بلد مجرد تحدي أراد به من زينوه له أن يقول أنا القوي وصاحب القرار الذي لا تراجع فيه ولا عنه مهما كان سيئا وضارا، عقدة الرئيس انه "أسد في الجنوب و...في الشمال "، بعودة رئيس وزرائه يريد أن يقول أنا موجود على الأرض مثلما الحوثي موجود لكن شتان بين الحالتين فالامم المتحدة تعرف حجمه أكثر مما يعرفه ألم يبلغها بأن شرعيته لاتستطيع تامين مندوب الأمين الأم في عدن !!؟، ويعتقد أنه بارسال رئيس وزرائه الفاسد سيكسر الارادة والحاضنة الجماهيرية لمشروع الاستقلال ،.

 

لم يتعظ بان أفشل القرارات "تجريب المجرب"

↩ دول التحالف ، وهي صاحبة الولاية ، لا تدعم حكومة فساد وافساد لكن شرعية الرئيس أثبتت بهذه العودة الفجة أنها لا تصدر عن استراتيجية حكيمة في الجنوب ، فهي لن تنفذ ما تعد أو تهدد به وسيكون الجنوب لها " كعب اخيل القاتل " إلا من بعض التحسين لبعض الخدمات ، أن صدقت . وليس لدى الرئيس اية أوراق لديمومة فساد حكومته إلا مزيدا من الضغط على حاجات وخدمات الناس وكذا التهديد باستقالته لدعم سادية حكومته، ويبدو قبول ان التحالف لعودة حكومة الفساد والافساد كان قبول خيار انظف الوسخين من الخيارات مقارنة بالخيار الآخر الذي مازال التحالف بحاجته .

 

↩ لو ان الرئيس يملك استراتيجية فمن مصلحته ان يتنازل بشكل أو باخر لمشروع القضية الجنوبية فهي حاضنته وعزوته على المدى المتوسط والطويل ، والجنوبيون يحترمون جنوبيته ولن ينكر إلا جاحد انه خدمهم لكنه فرق بين خدمة الجنوبيين وخدمة القضية الجنوبية ، فالقضية مشروع وليست أشخاص ، خدم الجنوبيين كما يتوهم في مشروعه ولم يخدمهم في قضيتهم خدمهم في الإطار الافتراضي الاتحادي الوحدوي ، وأقول الافتراضي لاعتقاده بأن الدولة العميقة في صنعاء ، التي تتفهمها وتفهمها دول العالم إلا الشرعية ، ستسمح بقيام دولة اتحادية تتوزع فيها السلطة والثروة وان تتحقق واقعيا ، والشرعية بذلك كانت ومازالت أداة غير واعية لتلك الدولة العميقة تخدمها بعلمها أو بدونه ، واساطين الدولة العميقة يعلمون جيدا ان دولتهم مهمة ستفيد لعبة المصالح الدولية وتستفيد منها أكثر من الشرعية ومشروعها ، فصنعاء مغلقة عليها وكل احزابها ونخبها التي تحاورت وتتحارب ليست إلا طرفية لها تتغذى من ميشمتها مهما اختلف العزف الوطني والديني والطائفي والمذهبي لتلك الأحزاب والنخب فهي مرتبطة بتلك الميشمة أكثر من ارتباطها بما ترفعه احزابها ونخبها من اهداف وشعارات ومشاريع ، ففي الخلاصة العامة لن تسمح تلك الدولة إلا لواحد من اثنين أن يتسيد دولتها وسلطتها : أما سيد هاشمي ، أو شيخ / عسكري عصبوي .

وأكثرهم مرونة وقبولا لدولة عصرية هي أن يكونوا فيها كموارنة لبنان قبل هيمنة حزب الله وأكثرهم صرامة أن يكونوا كحزب الله في لبنان .

 

↩ القوى الشمالية نخبا واحزابا تخلت عن الرئيس في محبسه وتحاورت لايجاد بديل له ثم أنطلقت واحاطت به في مهجره إحاطة السوار بالمعصم واخطرها واخبثها أحاطته بطرفية جنوبية ولاؤها لتلك النخب والأحزاب وليس للجنوب بل إعداء اشداء لقضيته انطلاقا من تعبئة عقائدية أما وطنية أو دينية تمسك عروقها وتوجهها عروق ميشمة الدولة العميقة !!

.

↩ كل من القوى المحيطة به يعمل لمشروعه ضمن الصيغة القادمة فهم سيتقاتلون في كل المناطق إلا المنطقة الحاضنة للدولة العميقة فإنهم لن يتقاتلوا فيها ، " لن يتقاتلوا حيث ينامون مهما اختلفوا " وهذه حقيقة تاريخية .

 

↩ كل مشاريع الدولة العميقة موجودة في شرعية الرئيس إلا مشروع الجنوب ، واما جنوبيته فهي غلافهم الجذاب لتمرير مشاريعهم لاستدراج الجنوب وهضمه في صيغة مابعد الحرب ، لا وجود للمشروع الوطني للقضية الجنوبية في شرعية الرئيس رغم جنوبيتها ، غير موجودة عمليا في مشروعه ولا يدعمها على الأرض والمرجعيات الثلاث التي تعتقد الشرعية أن فيها وجود للجنوبيين لاتعطي حل وطني للقضية بل حل سياسي لها وفق رؤية الاحزاب اليمنية وتلك المرجعيات اذا لم يكن ألغاها اتفاق السلم والشراكة فإن الوقائع على الارض تؤكد أنه لن يكون عليها أي تفاوض مستقبلي والسفير البريطاني قالها بوضوح : "جربنا العصا وفشلت ، والآن سنجرب الجزره" والذي لم تستطع الشرعية أن تفرضه بالحرب ، اعني التفاوض على ارضية المرجعيات، لن يعطيها اياه التفاوض الندي ولانها متأكدة من افلاسها أصرت على قرار عودة حكومة الفساد إلى عدن لعل وعسى أن تقنع العالم أن موجودة على الارض!! .

 

↩ الجنوبيون في الشرعية بلا مشروع جنوبي ، هم طرفية للمشاريع الشمالية وممثلين لها ومحاولات لملمة حراك للشرعية فاشلة بمقارنتها بلملمات الماضي لأنه حراك مسلوب منه روح القضية ، واجتماعات المؤتمر الشعبي العام في عدن وحضورها الجنوبي لم يحسم خيارا جنوبيا فيه بل إن تواجد الشرعية في عدن لا يحمل مشروع محدد المعالم بل تعمل على تجريف القضية الجنوبية بدون أفق واضح لديها إلا حلها ضمن مشروع رؤية ماتت شمالا قبل موتها جنوبا.

 

↩ الدولة العميقة في صنعاء ستصل إلى حل ترضية شبيه بحل عام 1970م بين الملكيين والجمهوريين ذلك الاتفاق الذي الغى مشروع الدولة الوطنية واستبدلها بسلطة العصبوية وتراجعت الملكية ومذهبيتها وظلت في مرحلة كمون في المجتمع والإدارات والأحزاب والنخب حتى آن آوانها.

 ستتكرر المعادلة مستقبلا بشكل مقلوب سينتهي مشروع الدولة الاتحادية . الى صيغة تقوم على انعكاس الواقع على الارض بشكل حل سياسي يشبه الى حد ما ديمقراطية لبنان ستكون السيادة لممثل الدولة العميقة القوي صنعاء حاليا ، صيغة ما فيها نكهة عصرية وستتراجع العصبوية واحزابها ونخبها إلى الخانة الثانية ، ولانها لاتحمل مؤهلات وعمق المذهبية في الدولة العميقة فأن معظم قواها ستعود إلى وظيفتها التاريخية في مشروع دولة المذهب التي ظلت سائدة في صنعاء مئات السنين وشكلت عصب وعمود الدولة العميقة وسيتم مكيجتها بمسحة من ديمقراطية !! .

 

↩ جنوبا

احترام الجنوبيين لجنوبية الرئيس لايعني أنهم ملزمون بالسير خلف شرعيته التي حتما في الأخير ستعود بالجنوب إلى باب اليمن وستكون شرعيته السكين الذي ينحر قضيتهم اذا ظلت قوى الشرعية بهذا الاداء الكيدي التدميري اللامسئول جنوبا والرئيس في برجه العاجي ، فإن الجنوبيين مثلما هم طرفية حزبية في احزاب الشمال سيكونون طرفية أكثر هزالة في حلولهم

 

↩ بناء الحلول لايكون على الاشخاص ونواياهم فشرعية الرئيس زائلة في أول انتخابات لشرعنة صيغة الحل مهما كان محتواه ومظهره ، وجنوبيته باقية لكن ما الفائدة منها بعد زوال شرعيته

مرة أخرى : ويلي منك وويلي عليك

 

صالح علي الدويل