"اتفاق الرياض" أداة لإدارة الصراع جنوبا وليس حلا للقضية الجنوبية

2020-02-05 02:09
"اتفاق الرياض" أداة لإدارة الصراع جنوبا وليس حلا للقضية الجنوبية
شبوه برس - خـاص - عـــدن

 

قال محلل وكاتب سياسي أن "اتفاق السويد" هو أداة لإدارة الصراع بالشمال (وليس حلا) بيد الأمم المتحدة.. وطالما أرادت السعودية ان يكون اتفاق الرياض أداة مماثلة بيدها لإدارة الجنوب مرحليا ( وليس حلا لقضية الجنوب).. فالمسؤولية عن أي فشل او زيادة تردي لأوضاع ملايين المواطنين تقع على عاتق من يتحكم في ادوات ادارة الوضع تلك.

 

وقال الكاتب المهندس "مسعود زين أحمد" في تحليل سياسي تلقاه محرر "شبوه برس" ونعيد نشره نصه كاملا وجاء فيه :

اكتملت اليوم الفترة المزمنة الأساسية لاتفاق الرياض دون تنفيذ غالبية البنود التفصيلية المحددة بملاحق الاتفاق.

1) ومع ذلك يعتبر اتفاق الرياض قد حقق هدفه الجوهري من وجة نظر راعي الاتفاق وهو تثبيت التهدئة جنوبا وتعمد بقاء الوضع السياسي والأمني في مرحلة السيولة وعدم البت فيها الآن لتتشكل في وضع ثابت حتى يفرغ التحالف من ملفات أخرى.

2) مثل اتفاق السويد، لا أرى لدى رعاة الاتفاقين في الحديدة وعدن اي حرص حقيقي على إكمال تنفيذ بقية بنود الاتفاق بعد أن تحقق هدف منع الحسم العسكري وتحقيق الغلبة لأي طرف.

3) يوما بعد يوم تتحول البنود إلى مجرد وعود في تلك الاتفاقيتين وتستمر المعاناه الإنسانية للمواطنين بسبب وضع اللاسلم واللاحرب هذا وتنهار مستويات المعيشة والوضع الاقتصادي بشكل يومي.

4)بعد خروج الإمارات، تتحمل المملكة العربية السعودية المسؤولية القانونية والاخلاقية في المناطق المحررة باعتبارها الدولة الوصية بموجب البند السابع والقرارات الأممية الصادرة بموجب هذا البند لجهة تنظيم الحد الأدنى من الاستقرار الإداري والسلم الأهلي وتامين الخدمات الأساسية... ولا توجد اليوم سلطة قهرية قادرة على تحقيق ذلك والزام جميع الأطراف غير دولة الوصاية في المناطق المحررة ( السعودية).

5) طالما واتفاق السويد هو أداة لإدارة الصراع بالشمال (وليس حلا) بيد الأمم المتحدة.. وطالما أرادت السعودية ان يكون اتفاق الرياض أداة مماثلة بيدها لإدارة الجنوب مرحليا ( وليس حلا لقضية الجنوب).. فالمسؤولية عن أي فشل او زيادة تردي لأوضاع ملايين المواطنين تقع على عاتق من يتحكم في ادوات ادارة الوضع تلك.

6) استدراك وتذكير على الهامش للانتقالي : خلال الثلاثة أشهر من حصوله على الاعتراف السياسي المحلي والخارجي بموجب اتفاق الرياض، ماذا عمل استغلالا لهذا المكسب على مستوى النشاط السياسي المكثف خارجيا مع عواصم القرار العالمي لكسب مواقف جديده وواضحة وتفصيلية مع القضية الجنوبية وضمان رعاية إيجابية من تلك الدول الكبرى لقضيتنا في مفاوضات الحل النهائي الشامل التي سوف تعقد بادارتهم ورعايتهم وليس برعاية إقليمية فقط ؟

هل سيستفيد الانتقالي سياسيا مع الخارج من هذا الاتفاق ام سيبقى أسير لعبة الترتيبات الأمنية والعسكرية الداخلية التي من الواضح انها لن تنجز قريبا والانشغال بها لوحدها هو استدراج خطير للانتقالي اذا لم ينتبه للاستحقاقات الأخرى.