لم تقتصر الاعتداءات الإخوانية التي تمارسها المليشيات الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية في محافظة شبوة على جرائم تتعلق بحقوق الإنسان وحسب، بل يتعلق الأمر أيضًا بحجم تفشي وباء الإخوان إداريًّا في المحافظة.
شبوة تتعرّض لاحتلال غاشم من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية، ويدفع مواطنو المحافظة ثمنًا باهظا كلفةً لهذا الاحتلال، حيث عملت مليشيا الشرعية على صناعة الأعباء الحياتية على المواطنين، فضلًا عن العمل على توسعة النفوذ الإخواني هناك.
إحدى الرصاصات التي أطلقتها الشرعية من هذا السلاح الغاشم تتمثّل في "أخونة المناصب"، حيث قرر محافظ شبوة الإخواني محمد صالح عديو، تعيين نائب مدير عام لاذاعة شبوة، مؤهله الوحيد عضويته في حزب الإصلاح الحاضنة السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي.
ونصّ القرار على تعيين محمد سعيد طالب خريج كلية التربية انحليزي العام الماضي (حديث التخرج)، بعد توليه مصور لفعاليات وانشطة المحافظ الاخواني محمد بن عديو ، خلفًا للهامة الاعلامية جمال شنيتر.
هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، ففي السابق استبعد بن عديو، بقرارات إقصاء، مدير مكتب الاعلام الاستاذ علي سالم بن يحي وتعيين عبدالله بارحمه مشرف احد صفحات على فيسبوك، ولم تقتصر تعيينات بن عديو حيث شملت جميع مرافق السلطة المخلية وقيادات في الأجهزة الأمنية والألوية العسكرية، لاستبدالهم بعناصر وقيادات موالية لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وتهدف هذه الإستراتيجية الإخوانية الخبيثة إلى تجريف الكفاءات وإبعادها، والسيطرة على مفاصل الجهاز الإداري في مختلف المرافق العسكرية والمدنية، عبر عناصر إخوانية.
يمكن إدراج هذا الأمر ضمن المؤامرة الخبيثة التي تشنها حكومة الشرعية ضد الجنوب، وقد دفعت محافظة شبوة ثمنًا باهظا من جرّاء هذا الاحتلال الإخواني الغاشم.
لم يقتصر الاستهداف الإخواني على جرائم قتل واختطاف وتضييق حريات، بل دأبت حكومة الشرعية على زراعة النفوذ الإخواني في مختلف أرجاء المحافظة، عملًا على أن تكون كافة مصالحها خاضعة لنفوذ حزب الإصلاح.
هذه الإستراتيجية الخبيثة لا تثير أي استغراب، فتنظيم الإخوان يسعى في أي منطقة ينشط بها إلى توسعة نفوذه ومصادرة المناصب والسيطرة عليها، عملًا على ضمان بسط هيمنته على هذه المنطقة.
"أخونة شبوة" تُدرج في إطار استهداف الجنوب من قِبل حكومة الشرعية، في وقتٍ تعمل فيه هذه الحكومة على صناعة الأعباء الحياتية في المحافظة، في جرائم يمكن القول بكل وضوح إنّها تعادي الإنسانية.
ولعل أزمة انقطاع الكهرباء والماء والصحة والنظافة وانتشار الاوبئة هي أبرز علامات الكلفة التي تتكبدها شبوة جرّاء الاحتلال الإخواني، فهذه المحافظة الغنية نفطيًّا تعاني من ظلام دامس، مصنوع إخوانيًّا على نحو يُعبِّر عن حقد دفين تحمله مليشيا الشرعية ضد الجنوب وشعبه.