جارك المجنون كن عليه مأمون

2021-03-07 10:16

 

اتابع هذه الايام الغزليات بأمل تلك الغزليات التي تتبادلها مصر مع تركيا . بلغت الثقة بالطرفين ان هناك توجه واثق في العمل على ترسيم الحدود البحرية في المتوسط وتوافق فيما يتعلق بالقضية الليبية .

 

ومن المعروف ان مصر لديها مشاغلها الكثيرة وانها تعمل على حل هذه المشاكل بكل حرص ومسؤلية وشفافية. ولقد تغلبت  مصر العربية على مشكلة التطرف وكذلك نجحت في توطيد علاقات تحالفية مع السودان وهناك بواعث حلول مع اثوبيا وسد النهضة فضلا عن دفء العلاقات مع دولة قطر الشقيق .

 

وعن الجار المجنون الذي يجب ان يكون جاره عليه - مأمون- فأن ما اعنيه هو -ايران -التي تتماثل للشفاء بسبب جنونها ، ولكن بعض جنون ايران تسببت به التعاملات القهرية والحصارات بل والحملات الاعلامية التي لا تتوقف.

 

وهناك من يغضب في ان ياتي من يدافع عن ايران ، لكن الحقيقة يجب ان ندافع عن استدامة الحوار والبحث عن السلام والتعاون .

 

اليوم ايران تلمح عبر رئيسها -حسن روحاني-  تلمح عن املها في حل الخلافات  عبر الحوار واحداث النقلة في التعاملات بثقة وشفافية .

 

والذي يتوقع هزيمة ايران او ان اسرائيل سوف تضرب مفاعلات ايران فهو في الحقيقة لا يعلم ان مثل هذه الضربات سوف تحرق الشرق الاوسط وان نيرانها قد تصل الى الحدود الاوروبية وربما ابعد من ذلك بكثير .

 

على انني اعجب في ان امريكا تخصص لكثير من الدول التي تختلف معها،  تخصص لها  مندوباً الى تلك الدولة وشغله الشاغل هو الحوار .

يسافر هذا المندوب المتخصص في رحلات مكوكية لبحث بواعث السلام والتهدئة وتمرير المقترحات وتعديلها حسب المناخ السياسي واتجاهات رياح المصالح  .

 

واسال اين مندوب مجلس التعاون الخليجي  الى ايران او ليبيا او اليمن؟  هناك من يقول ان دول الغرب لديها الخبرة ! ولكن اليست تلك مشاكلنا التي ارهقت حياتنا واوهنت عقولنا وقضت مضاجعنا واننا اولى بان نعالجها وان لا نترك الاخرين يحشرون فيها انوفهم ورجسهم .

 

وعن ايران فنحن لن نتمكن من حصارها ، واذا حوصرت ايران فهناك متنفسات لها  فالصين ورسيا حلفاء اوفياء لها ، وفي الجوار سلطنة  عمان- التي تقيم معها علاقات ودية بل ان هذه السلطنة الرشيدة،  تفكر ان تتعاون بمد إيران انبوب غاز طبيعي الى السلطنة على ان تتولى السلطنة اعادة تصدير الغاز الايراني الى العالم .

 

وتوسعة وحول الغاز فان ايران لديها ثاني اعظم احتياطي في العالم اي بما هو مكتشف حتى اليوم ، وبما يزيد عن ١.٤٦ ترليون قدم مكعب!!

 

على ان سلطنة عمان لديها اكتشافات عميمة وغزيرة من الغاز الطبيعي ورغم انها تستورد الغاز الا انها في القريب سوف تصبح من اهم الدول المصدرة لهذا الوقود الاحفوري النظيف .

 

وعن ايران فاموالها وارصدتها مجمدة في العراق وكوريا الجنوبية واوروباء بل واليابان ، وان تجوع واموالك في البنوك فهذا قمة الظلم والعنت والقسوة بل والإذلال.

 

نعود الى الامارات وفي رسمها او ترسمها لعلاقات ثنائية ثابتة مع ايران، فهذه الدولة اي الامارات لديها من النضج والحذق السياسي ما يكفي لترشد به العالم .فاسترشدوا بها والتمسوا منها الحكمة والحصافة .

 

ومن المهم ان تتوقف غربان الاعلام الجارح ! فكلما توقفت عن النعيق !  اتت اسراب الحمائم  والبلابل لتحط على شرفات الاوطان التي تعيش حذرها وخطرها وهواجسها .

 

وكما قالت العرب فاذا خاصم الوسن عيون طيور -القطا - في هزيع الليل  وهدأته فمبعث ذلك  هو منغصات الحياة ومخاطر

الصيادين والوشاة.

 

ولولا المنغصاتِ من الليالي

لما عافَ القطا طيب المنامِ

 

 لنفرض جدلا ان الجن سكنت عقل - ايران - فاصابها المس ! فعودوا وتمثلوا بالحكمة اليافعية

 التي تقول -لو صاحبك مجنون خليك عليه مأمون -

 

فاروق المفلحي