بتكليف من إمام اليمن: القردعي يغزو شبوة القديمة عام 1938م و "شبوة برس" يكشف حقيقة ما جرى !!

2021-05-16 16:47
بتكليف من إمام اليمن: القردعي يغزو شبوة القديمة عام 1938م و "شبوة برس" يكشف حقيقة ما جرى !!
شبوه برس - خـاص - عتـــق

 

يردد بعض الأخوة من أبناء اليمن الشقيق مقولة فاسدة وكاذبة فحواها أن الإمام يحي بن حميد الدين ملك اليمن الشقيق كلف الشيخ "علي بن ناصر القردعي المرادي" بغزو مدينة شبوة القديمة عام 1938م والتي تقع على بعد 100 كيلومتر شمال مدينة عتق وفحوى الفرية بأن مهمة "القردعي" تحرير مدينة شبوة القديمة من جنود الاحتلال البريطاني وفي تلك الفترة لم يكن هناك وجود للانجليز أو قواتهم على أراضي محافظة شبوة بحدودها الحالية وكل ما هنالك اتفاقيات حماية بين السلطنات والأمارت والمشيخات في المنطقة كبقية سلطنات وامارات الجنوب العربي.

 

محرر "شبوة برس" يذّكّر بأن مدينة شبوة القديمة كانت عاصمة لمملكة حضرموت الكبرى والتي تزامن وجودها مع مملكة معين اليمنية في الجوف وتلتها زمنيا مملكة سبأ في مأرب .

 

تاريخ العلاقات بين مملكة حضرموت الجنوبية ومملكات معين وسبأ سادتها الحروب والغزوات وهذا ليس مجاله في هذا الموضوع .   

 

ولإستجلاء حقيقة ما دار من أحدث غزوة "القردعي" الفاشلة تواصل محرر "شبوة برس" مع الباحث والمؤرخ الدكتور "علوي عمر بن فريد" ليكتب حصريا لـ "شبوة برس" عن تلك الحقبة ووافانا بالموضوع التالي:

فشل الحملة الامامية على مرخة وبلاد العوالق العليا عام ١٩٣٤م من جهة البيضاء والظاهر قرر الامام يحيى بن محمد حميد الدين اللجوء الى خطة جديدة حيث قرر التوغل في قلب صحراء السبعتين.. واقامة قاعدة انطلاق لضرب النفوذ البريطاني في بيحان والعوالق العليا.

واختار هذه المرة شبوه المدينة التاريخية القديمة لمملكة حضرموت والتي تبعد عن مأرب ب(٩٦ ميلا) وعقد صفقة مع الشيخ علي بن ناصر القردعي صاحب حريب والذي كان مسجونا في صنعاء وقد اوكل اليه ان يمد سيطرته الى منطقة شبوه.

وقد استطاع القردعي ان يجمع قوة مكونة من (خمسمئة مقاتل) وسبعمئة جمل ورشاشين تركيين قديمين لهذا الغرض.

وقد جاء معظم المقاتلين من قبيلة "عبيدة" في حريب ومأرب.. وتم لهم ذلك وسيطروا على "شبوه" لأنها كانت  خالية من اي مراكز حراسة لبريطانيا!!!

وكان خوف الانجليز ان يتمكن القردعي بذلك من قطع الطريق بين حضرموت وشمال اليمن ويسيطر عليه، كما يمد القبائل بالأسلحة والعتاد في بلاد العوالق وبيحان ومرخه.. ومن ثم سيتجه غربا ويقطع الطريق الى بيحان من جهة الجنوب اضافة الى ذلك كله كان .. الانجليز يعتبرون شبوه غنية بالبترول والمعادن.

ومن المعروف ان هناك وثائق تاريخية موقعة بين السلطان صالح بن عبدالله العولقي والشيخ محسن بن فريد العولقي من جانب وبين ال بريك والكرب مشايخ شبوه من جانب اخر على ان اراضي شبوه وما فيها من معادن وكنوز تاريخية وثروات مدفونة في باطن الارض بانها مناصفة بينهما .

وكانت العلاقات بينهما جيدة للغاية ذلك الوقت عام ١٩٣٨م  في الوقت الذي لم تكن  'شبوة' قد خضعت  أو وقع شيوخها من آل بريك والكرب أي معاهدة مع الحكومة البريطانية ..!

علاوة على ان علاقات السلطان عوض بن صالح العولقي مع بريطانيا كانت سيئة للغاية ، منذ توليه حكم السلطنة العولقية عام ١٩٣٤م خلفا لأبيه السلطان صالح بن عبد الله العولقي ، وكان السلطان عوض ومنذ بداية حكمه يرفض اوامر بريطانيا رغم ان الاخيرة تدعي سيطرتها على شبوه على اعتبار انها جزء لا يتجزأ من بلاد العوالق العليا المشمولة بالحماية البريطانية ..!

الا ان السلطان عوض رفض الخضوع للضباط المكلفين من بريطانيا والاتصال به لاتخاذ موقف محدد من الشيخ القردعي وقواته والتعاون مع الحكومة البريطانية لإخراج القردعي من شبوة بقبائل العوالق .

كما رفض التجاوب مع القاضي محمد بن عبد الله الشامي عامل البيضاء ..رغم الاتصالات السرية التي تمت على اساس ان يكتب السلطان عوض شهادة يتنازل بموجبها عن ايه حقوق تاريخية في شبوة !!

وقد ادار تلك الاتصالات السيد ناصر بن محسن عاقل مرخة ..

وفي 19/7/1938م ارسلت الحكومة البريطانية من عدن احد ضباطها لاستطلاع الموقف .. واجتمع في بيحان مع الشريف صالح بن حسين الهبيلي وعمه الشريف عوض بن احمد الهبيلي للتشاور في طريقة اخراج القردعي وقواته من شبوه بواسطة قبائل العوالق العليا وبيحان .. وبناءً على ذلك فقد ارسلت بريطانيا احد ضباطها السياسيين الى بلاد العوالق العليا ليحمل كتابين الى كل من  السلطان عوض بن صالح العولقي، والشيخ محسن بن فريد العولقي، تحثهما على التدخل بقوات عولقية لإخراج القردعي وقواته من منطقة "شبوه" على اعتبار انها جزء من الاراضي العولقية المشمولة بالحماية البريطانية، وقد وصل الضابط السياسي الى "نصاب" عاصمة سلطنة العوالق العليا. وسلم كتابين الى السلطان عوض واخر للشيخ محسن بن فريد في الصعيد الذي قام بإرسال نجله رويس بن محسن الى نصاب لمقابلة الضابط السياسي الذي دعا السلطان الى الاجتماع بهما معا.

الا ان السلطان عوض رفض مقابلة ضابط حكومة بريطانيا وبرر موقفه بانه قد عاهد الله ان يقاطع الحكومة البريطانية نظرا لإهانتها له وقطع المخصصات المتفق عليها مسبقا مع ابيه من قبل.

كما رفض ارسال قوات عولقية الى شبوه وعدم رغبته في قتال قوات الامام المسلمة خاصة وشهر رمضان على الابواب.. ورفضه لاستغلال بريطانيا لخيرات شبوه وبلاد العوالق..

وعاد الضابط المذكور بعد اسبوع كامل قضاه في نصاب حاملا رسالة عنيفة من السلطان عوض للحكومة البريطانية!!

ووجد الشيخ محسن بن فريد العولقي في موقف السلطان المتصلب ذريعة للامتناع عن المشاركة بأي قوات عولقية لاستعادة شبوه.

وعند عودة الضابط السياسي الى عدن وابلاغه الحكومة البريطانية في عدن بموقف السلطان والشيخ الذي أحدث صدمة لدى المعتمد البريطاني وأعوانه مما حدا بالحكومة البريطانية الى دراسة امكانية الرد بعقاب امراء العوالق.. الا ان بريطانيا رأت تجاوز ذلك حتى لا توسع دائرة العداء .. فقامت بإرسال احد ضباطها السياسيين الى بيحان بتاريخ   ٣١/١٠/١٩٣٨م فاجتمع بالشريف حسين وشيوخ المصعبين وبلحارث لدراسة الهجوم على شبوة الا ان سوء العلاقات بينهم وبين الحكومة البريطانية وشريف بيحان من جهة اخرى ورفض العوالق المشاركة في تلك الحملة  ادى الى عرقلة الخطة ..!

مما دفع الضابط السياسي الى ارسال رساله الى شيخ الكرب في شبوة يطلب منه الوصول الى بيحان للمفاهمة، وقد ارسل الاخير ابن اخيه.

وعلى الفور قام الضابط السياسي بإرساله الى عدن ومعه الشريف عوض بن احمد الهبيلي والشيخ على بن جريبة الحارثي للتشاور مع الحكومة البريطانية في عدن في ٥/١١/١٩٣٨ م

وقد عادوا في ١٧/١١/١٩٣٨م مع سبع طائرات بريطانية تنقل جوا من عدن الحرس الحكومي مع اسلحة وذخائر للزحف على شبوه.

وفي ١٨/١١/١٩٣٨ م تم اصلاح مطار النقوب في بيحان تمهيدا للعمليات الحربية في شبوه .. وفي ٢٢/١١/١٩٣٨م وصل الضابط السياسي البريطاني "ديفي" مع عشرين جنديا من الحرس الحكومي مع مدافع ورشاشات وذخائر .

وفي ٢٣/١١/١٩٣٨ م وصل الضابط "هاميلتون" قائد الحملة العسكرية ومعه ثلاثين جنديا من الحرس الحكومي وعلى راسهم: علي محمد بن مجور العولقي ..

وفي ٢٥/١١/١٩٣٨ م زحفت جميع تلك القوات بقيادة "هاميلتون " والشريف عوض مع اعداد كبيرة من قبائل بيحان .. وصلت شبوه  بعد ثلاثة ايام واستولت عليها دون طلقة واحدة !!

حيث أرسل هاميلتون رسالة الى الشيخ القردعي  يطالبه  فيها بالاستسلام مهددا اياه بالهجوم من الجو والبر.. وتم له ما اراد باستسلام القردعي الذي طلب من قواته المغادرة الى اليمن.. ونقل جوا الى عدن ومن ثم ارسل الى البيضاء في بلاده .. !

وقد قام هاميلتون باستدعاء مشايخ الكرب وابلغهم انهم تحت الحماية البريطانية وخصص لهم معاشات شهرية..!

الا ان حملة الانتقادات العربية والعالمية للهجوم العسكري البريطاني على شبوه احدثت تراجعا في موقف الحكومة البريطانية التي سحبت قواتها فيما بعد على اعتبار أن  شبوه خارج نفوذ الحكومة البريطانية والمملكة اليمنية المتوكلية..

وبعد مغادرة هاميلتون.. اصبح "شبرد" هو خليفته الجديد عام 1942م في قيادة تلك القوات.. حتى انها حملت اسمه فيما بعد حتى الاستقلال عام ١٩٦٧م وكانوا يطلقون عليها "شبر"..!