هل يقتدي الرئيس اليمني بالرئيس التونسي ويفعلها ؟!

2021-08-06 09:31

 

أزمات مرحلة وبرلمانات محنطة ودساتير مجمدة. هذا ما تعيشه بعض دولنا العربية. أزمات سياسية وإقتصادية وفشل في إدارة مصالح المجتمع والعلاقات الدولية. والسبب في ذلك هو ذلك القاسم المشترك فيما بينهم والمتمثل في عدم الاحتكام للنصوص الدستورية ولا للاحكام القانونية. فمصالح النخب والاحزاب فوق المصالح العامة للبلاد.

ماحدث في تونس بتاريخ 25 يوليو الماضي هو صحوة ضمير وشعور بالمسؤولية الوطنية المستندة على النصوص الدستورية، بعيدا عن تحالفات المصالح السياسية.

 

‏فالظروف التي أوصلت تونس إلى تلك القرارات الرئاسية، لا تختلف عن تلك الظروف التي تشهدها بلادنا من تذمر شعبي من حكم دويلة الاخوان وشرعيتها المهاجرة، ضف الى انسداد للآفاق في حوكمة افضل، بسبب استشراء الفساد، وفشل حكومة المناصفة برئاسة د. معين عبد الملك سعيد ، وفشل حكومة المشيشي في تونس.

 

القرارات الدستورية التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيّد، كانت متوقعة والكثيرون ينتظروها، وقد لقيت الارتياح من قبل الشعب التونسي، فهل يفعلها الرئيس هادي ويتخذ قراره ويتخلص من سيطرة الاخوان على مرحلة حكمه ؟!

في اليمن بلغ الاحتقان الشعبي والاختناق السياسي مرحلة حرجة جداً، وبالتزامن مع احداث محافظة البيضاء وخذلان قبائل ال حميقان من قبل ما يسمى الجيش الوطني، فقد اصبح الوضع السياسي والعسكري للشرعية مفضوحا، وحرج جدا، وبات مطلب إحداث تغييرات في صميم وعمق دولة الشرعية ضرورة حتمية ملحة لا تستقيم الأوضاع من دونه.

 

التمشدق بالوطنية وتحرير اليمن مجرد شعارات للارتزاق. فالشمال تحت قبضة أنصار الله والجنوب تعبث باوضاعه وعدم استقراره شرعية الاخوان.

 

لقد عانا الشعبان التونسي واليمني الكثير من الضيم والتضليل بسبب سيطرة الاخوان على الحكم في البلدين الشقيقين ،والمصيبة الكبرى أن الإخوان في تونس واليمن لم يتعظو من التجارب الفاشلة التي مر بها نظراؤهم في مصر، وفي سوريا والسودان.

فالبغبغات البرلمانية “المحنطة” التي ارادت ان تسمعنا اصواتها من مدينة سيؤن فشلت في ان تجتمع، حين تم رفضها من قبل ابناء حضرموت، لانهم يحملون عناوين بارزة لإفلاس شامل، واستهانة فادحة بتطلعات الناس بلغت درجة انعدام الحياء واللعب بمشاعر الناس، في ظل فشل عسكري وسياسي واقتصادي وانهيار كامل للعملة والشرعية معا.

 

وهذا ما كان يحدث في تونس قبل ألغاء برلمان “الغنوشي” الاخواني واسقاط حصانة لصوص العصر الحديث تحت مسمى ديمقراطية الاخوان الزائفة.

 

عندما ينظر الإنسان اليمني في مرآة تونس يرى مشاكله، فالبلدان يعانيان على السوى أزمة سياسية واقتصادية ونقصاً حادا في الغذاء والدواء، وتهديدات خارجية تمس السيادة الوطنية، فالوقت ينفد، وفي كل يوم تأخير تولد كارثة جديدة.

 

خلاصة القول.. سيخرج الشعب التونسي ورئيسه منتصرون ان شاء الله، فعدالة الأرض لاتزال في تونس بقوانينها واسقلالية قضائها وثقافة شعبها.. أما نحن في اليمن فننتظر تدخل عدالة السماء بعد أن فقدنا الثقة في عدالة الأرض وانهيار الدولة بقوانينها وفساد قضائها واستمرارية اغترابها

*- علي عبد الله البجيري .. سفير جنوبي سابق في الرياض وموسكو