لنعتبر من تجربة الحوثي مع الإصلاح في صنعاء لا لنقلها حرفياً

خذوا كلامي أو ارموه البحر ..

لو أن الحوثي تعامل مع الإصلاح في صنعاء بنغمة العفو! لكانت الاشتباكات بينهما اليوم بالحصبة! لكنهم ضربوهم وبقوة ليس نكراناً للأخوة التي بينهم! لكن لإدراكهم أهمية "الحزم" وتأمين مناطق سيطرتك من أي اختراق أو قلاقل مستقبلاً.

هذا ماقام به الإصلاح فلم يتعامل مع معارضيه بتعز ومأرب بنغمة "إخوان وبنسد" بل تعامل معهم بقسوة فقصفوهم بالدبابات، وسحلوهم بالشوارع، ومع أن فعلهم إجرام بكل المقاييس، لكنه وفَّر لهم تأمين مناطق سيطرتهم من أي اضطرابات تربكهم وتشغلهم عن معركتهم ضد الجنوب.

نحن لم نطالب الانتقالي باستنساخ تلك التجربة الدموية المرفوضة، لكننا فقط طالبناه مراراً وتكراراً بالضرب بقوة بيد من حديد كل من تسول له مخالفة القانون أو الإضرار بقضية الشعب.

دون الالتفات لأي حسابات قبلية أو توازنات مناطقية أو مصالح شخصية أو ضغوط خارجية.

لكن المبالغة في السذاجة - الغير مبررة - هو من قادنا اليوم لواقع مؤلم وفاتورة دماء كبيرة بسبب تراخينا في الضرب بقوة عند أول مشكلة تواجه الجنوب والاستسلام للأمنيات البعيدة المنال بدلاً من التعاطي مع واقع أننا في حرب وأن للحرب قواعدها الخاصة التي ستصنع لك الانتصار بعيد عن العاطفة الحمقاء التي تجرنا للهاوية.

فإما أن تتغير هذه الاستراتيجية "المرتعشة" لتكون أكثر شراسة وحدة وانضباط وحزم ضد كل من يشذ عن جادة الصواب، وإلا فإن الجنوب مرشح لجولات جديدة سيكون أبطالها ألف إمام آخر.

#ياسر_علي