لسنا بحاجة إلى تغيير الخطاب الديني ولكنا بحاجة إلى نقده.

هناك من يدعو إلى تغيير الخطاب الديني ويعني بذلك التغيير تأويل الآيات والأحاديث وفقا لما يراه السلطان وليس وفقا لما يراه العقل، لا يمكننا إن نحذف من الأحاديث إلا إذا اثبتنا إن هناك تحريف فيها سواء بالإضافة إليها أو بالحذف منها أو إن النص بالكامل ابتدع وليس أساسا من الكتاب والسنة الصحيحة المؤكدة .

ولا يمكننا حتى تغيير الخطاب الديني الذي هو من صنع الفقهاء، ولكن يمكنا إن ننقده سلبا وايجابا لإبعاد ما فيه من أخطاء وتثبيت ما فيه من صواب، لأن فيه الكثير من الأخطاء وفيه أيضا الكثير من الصواب.

إن ديننا الإسلامي الحنيف لا يتعارض مع الخير والحق والعدل أبدا ولا مع تطور العلم والمعرفة المادية والروحية بمفهومها الإنساني الصحيح فمثلا هل يتعارض الإسلام مع التطور النووي المستخدم للأغراض السلمية لخدمة الإنسان طبعا لا، ولكنه يتعارض مع استخدام التطور النووي للأغراض التدميرية الشاملة للإنسان وللكون بشكل عام، أي أننا في أمس الحاجة إلى نقد الخطاب الديني سلبا وإيجابا وليس إلى تغييره.

*- سالم صالح بن هارون