دولة اللصوص

2022-11-17 20:13

 

لا يحارب الضمير الفساد يمنع غلول المال العام او استخدام الوظيفة العامة للاثراء ولا تحاربه الكتابة ولا التنديد الجماهيري مهما علا ضجيجه فنفسه قصير ، فما تحاربه وتمنعه وتجففه الا القوانين الشفافة الضابطة الواضحة والجهات الرقابية والعقابية الصارمة التي تراقب وتعاقب الكبير قبل الصغير وقد قال  الخليفة الراشد عثمان بن عفان "ان الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن"

 

الزميل "بن لزرق" تناول باسهاب  فضيحة شراء مولدات كهرباء لحضرموت وان مسؤولا حضرميا من العيار الثقيل طلب من الشركة العمانية 3 مليون دولار عبر سكرتيره الشخصي مقابل إتمام الامر!!! واكتشف في دهاليزها ان الحكومة العمانية قدّمت محطة كهربائية هدية مجانية لحضرموت وتبلغ قدرتها 280 ميجا وانها لم تُنقل !! ولم يكتشفها احد وانها مازالت في مخازنها العمانية!!!

وتساءل ما الذي يحدث في هذه البلاد ؟

اين الناس وأين المحاسبة ؟

 

وكيف استطاعوا اخفاء هذه القضايا لأشهر طويلة؟

 

بدا لنا الزميل بن لزرق مذهولا ما استوعب الحدث او اظهر انه مذهولا لهذا الفساد المنحط الذي لايرقب الّاً ولا ذمّة بينما هو المولود المشوّه الذي "يسرق ولا يشبع" لتلك "الارومة" التي تكلم عنها طيلة العقود الماضية من نقدوا قشرتها ولم تكن لديهم الجرأة لنقد ماتحت القشرة ، ونقدها سفراء اجانب وعرب ووزراء اجانب وعرب ومستثمرون اجانب عرب وتكلم عنها مستثمرون محليون ووتتلخص ايقونة الفساد في "اين حصتي" !!! او "اين حق حمايتي"!!! فمن تلك الارومة تناسل الفساد وصار دولة تصول وتجول استطاعوا التغطية عليها سنوات طويلة!!! وشارك في التغطية بروباغندا حزبية ونخبوية واعلامية وحركية وجعلوها دولة يُشار لها بالبنان على طريقة "اسكت على حقي في الفساد واسكت على حقك فيه"

 

 هذه هي فلسفة الفساد السياسي والمالي للموظف العام اليمني منذ عفاش الماضي حتى خفافيشه في الحاضر لانه ببساطة حتى لو سال سائل بتلك الاسئلة التي اثارها الزميل "فتحي"  فلن يجيب احد ولو اجاب فانها "اجابة المنحوس لخائب الرجاء " لن تغير من الحال شيئا

 

هم كما قال كبارهم وضعوا الدستور ووضعوا القوانين وقوننوا التعتيم على فسادهم بتوجيه الراي العام في كل الاتجاهات الا ذلك الاتجاه الذي يحارب فسادهم ويتتبع مساربه في مؤسسات الدولة العليا والدنيا ، وما قوننوا اي شفافية ولا رادع ولا اليات محاسبة ولا اليات عقاب لهم في منظومة مالية / ادارية وصفها احد الخبراء الماليين الدوليين منذ اكثر ثلاثة عقود بانها منظومة تشبه "من يحلب في غربال"!!

 هذه هي منظومة تجارة النفوذ والسلطة يا زميلنا "فتحي" التي لا ضوابط تضبط الموظف العام ان يسرق ويغل واذا ما فاحت رائحته  يتم تعيينه في وظيفة ارقى فصار اطفال الوزراء وموظفي الفساد من كبار الاثرياء ولا جهة تراقب او تحاسب ، هذا الفساد الذي باع الغاز لتوتال برخص التراب وطلب ثلاثة مليون دولا لتمرير بيع محطة لحضرموت ، كلٌ على قدر همته في الفساد !!

 

حديث ذو شجون يشمل المصافي وتوقيفها والنفط وتلوث البيئة والتهريب السوبر للحوثي...الخ  وما الثلاثة مليون دولار وهي فساد عفن على حساب معاناة الناس لكنها ليست  الا "قذاة" من جبل فساد مترحرح وله حماته "فوق فوق " يهمهم بقاؤه ويهتمون له ويحمونه اكثر مما يهمهم الانقلاب والارهاب والطاقة المشتراة وحماتها اما خدمات المواطن من كهرباء وصحة وتعليم وغيرها فهي مجرد كلام في ادنى اهتماماتهم الا بالمواعيد العرقوبية

 

17 نوفمبر 2022 م