الوحدة ماتت علي ايدي الآباء وعلى الأبناء التسليم بموتها

2023-02-10 11:29



مشكلة الأطراف الشمالية ( اليمنية ) التي تحالفت في 27ابريل1994 وشنت الحرب على الجنوب وعلى اعلان الوحدة وعلى مشروعها العربي النهضوي الجذاب وتحويلها إلى ضم وإلحاق واحتلال (الغى) يمننة الجنوب العربي التي تبنتها الجبهة القومية عشية استقلال الجنوب العربي في ال30نوفمبر1967 وأصبحت الحالة بعد قرار الزعيم الجنوبي علي سالم البيض بفك الارتباط من طرف واحد في 21مايو1994 بكل التعريفات احتلال اليمن للجنوب العربي منذ7/7/94 وبدون شك كان لممارسات الطرف اليمني الخاطئة كطرف منتصر في الحرب الأثر السلبي في إلغاء (يمننة) الجنوب العربي ..وبعد الخلافات على رغبات توريث الجمهورية والوحدة والجنوب من الآباء إلى الأبناء التي اصطدمت بعقبات كبيرة منها تعارض المصالح ورغبات الانفراد بالسلطة والقوة والثروة لطرف واقصاء الأطراف الأخرى الشريكة في الحرب على الجنوب مما أدى إلى ما أسموها بثورة الشباب التغيير في 11فبراير2011 التي تزامنت مع ثورات الربيع العربي في المنطقة وهو ماشكل عامل قوة لطرف الإخوان المتاسلمين وذراعها حزب التجمع اليمني للإصلاح وفروعه وذلك ماتحقق لهم في 2012 غير أن هذه القسمة والوضع لم يرق للطائفة الزيدية المتنفذة التي رأت أن تنصيب الرئيس هادي السني الجنوبي يعد خروجا عن المذهب الزيدي وكفرا بعد أن سلب الانقلاب العسكري عام1962 منه الامامة ولكن ابقى له الرئاسة كحق متعارف عليه منذ إعلان الجمهورية 1962 والتخلص من قائدها على عبد المغني الشافعي ومن نائبه الدكتور عبدالرحمن المرادي البيضاني الشافعي أيضا وتم استبدال الاول بالرئيس عبدالله السلال الزيدي مع إبقاء شكلي للثاني ولاحقا تم التخلص منه بالاقصاء وهروبه إلى مستعمرة عدن ومحمياتها (الجنوب العربي) وذلك ما اثار الطرف الزيدي ورفض ذلك بعنوان الحوثيين الذي اجتاحوا صنعاء في 21سبتمبر2014 ثم استكملوا السيطرة على العاصمة صنعاء في يناير2015 واعتقال الرئيس هادي القادم للرئاسة من خارج المتعارف عليه في العربية اليمنية .. ولأن الحوثيين جدد على السياسة فقد تخلوا عن (التقية) واعلنوا بوضوح عن محددات المذهب الشيعي الزيدي واستعانوا بإيران وغزوا الجنوب في فبراير2015 وتصدى لهم الجنوبيين ببسالة ولم يجدوا سهولة كانوا يتوقعونهاوحدث تدخل التحالف العربي بضربات جوية لإعادة الشرعية المتمثلة بالرئيس هادي ورئيس الوزراء بحاح.. وبعد سبع سنوات تكشفت أساليب حزب الاصلاح ومراوغاته وحصر صراعه في الجنوب لإعادة إخضاعه للاحتلال بشعار الوحدة أو الموت والاقاليم الستة وبعد أن أدرك التحالف الحقيقة شرع في استعمال الطرف الآخر في الصراع ولقلة خبرته بالسياسة بدأ يكشف أوراقه بالسير على نفس خطى صنوة في الشرعية بحيل إعادة تنظيم المؤتمر الشعبي العام في الجنوب الذي ظل حاكما بالفساد والإدارة بالازمات والحروب 33 سنة ولم يدرك الأبناء أن الوحدة قد ماتت على ايدي الآباء وان عليهم التسليم بموتها .. وان أقصى ما يمكنهم فعله أن اجادوا التصرف الحفاظ على الوحدة الوطنية في الجمهورية العربية اليمنية ووقف العمل على تخريب وحدة الجنوب العربي.



الباحث/علي محمد السليماني