الانتقالي.. ما بين توحيد الجنوبيين وهيكلته

2023-04-01 01:09



على المستوى الجنوبي العام ومنذ إشهار كيان المجلس الانتقالي الجنوبي إلى اليوم نستطيع أن نقول وبثقة كبيرة مدعمة بمدلولات من صيرورة الجنوب إلى ماهو عليه اليوم من قوة سياسية وعسكرية ووطنية متحدية جميع أعداءه أن المجلس الانتقالي الجنوبي وخلال الفترة التي عقبت إشهاره برئاسة القائد عيدروس الزبيدي أنه قد استطاع أن يوحد نضال شعب الجنوب بنسبة كبيرة جدا .



وبدوافع وموانع سياسية وعسكرية وتنظيمية ونضالية مخططة ومنظمة استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يوحد الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب الجنوبي حول كيانه الذين أطلقوا مبايعتهم لرئيس وقيادة الانتقالي في تمثيل قضيتهم الوطنية النضالية والسير بها حتى نهاية مراحلها (إعلان دولة الجنوب المستقلة) الذين وإلى يومنا هذا وهم مستمرون في إطلاق مبايعتهم للانتقالي بصور عدة كالتأييد له في مظاهرات شعبية مليونية وكالدفاع عنه بأشكال مختلفة وكالوقوف في وجه أعداء الجنوب وكالنصح وتقديم المشورة له وكاتقديم مختلف الرسائل التي تدعو إلى ثباته وعدم التنازل .



فشواهد تشكيل هيئات مجالس الانتقالي في جميع مراكز ومديريات ومحافظات الجنوب وما قامت به قيادة تلك الهيئات من أعمال جباره لصالح شعب الجنوب وقضيته ، وتشكيل القوات المسلحة الجنوبية وقوات الأمن وما قامت به من بطولات في حفظ الأمن داخل العاصمة عدن ومن معارك للدفاع عن الجنوب وتحرير محافظاته من قبضة ميليشيات الإخوان وشرعيتهم المهترئة وفي الدفاع عن حدود الجنوب من ميليشيات الحوثيين ، وفي تشكيل فريق التفاوض الجنوبي وما كان له من مواقف صامدة ثابته ضد مشاريع الإقليم والقوى السياسية الشمالية في عدم التنازل عن هدف ومطلب استعادة دولة الجنوب المستقلة قيد أنملة وما كان من تماسك قيادي داخل أروقة المجلس الانتقالي الجنوبي إلا دلائل عن مدى نجاح قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وتحسب لهم .



ربما كانت هناك بعض الهفوات والتقصيرات وضعف الجدية والحماسية في العمل عند بعض قيادات الانتقالي وهذا بسبب الضعف والتقصير في الإشراف والمتابعة والمراقبة والتقييم والتدريب ، نحن مع عملية الهيكلة للمجلس الانتقالي الجنوبي وتحديث وثائقه وتوسيع هيئاته كون ذلك الإجراء بات ضرورة لمواكبة التطورات السياسية والميدانية المتلاحقة وبما يتفق مع هدف الثورة الجنوبية كما قال الرئيس عيدروس الزبيدي لكننا ضد طلاقتها وعموميتها في احتوائها أشخاص ومكونات أدعت الجنوبية بينما هم أجندات يتبعون قوى شمالية ودول إقليمية حصرت مهامهم في تشتيت وحدة صف الشعب الجنوبي و في كيفية محاربة المجلس الانتقالي الجنوبي ومحاولة إظهاره بالمجلس الفاشل والعاجز والضعيف والعميل .



وبما أن من أحدى إيجابيات تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي أنه قد استطاع غربلة الثورة الجنوبية من المندسين والعملاء الذين استطاعوا اختراق صفوف الحراك السلمي الجنوبي سواء بشخصياتهم أو باسم تشكيلهم مكونات حراكية مدعومة من قوى سياسية شمالية ، الذين وفور إشهار المجلس الانتقالي الجنوبي ظهرت عداوتهم على العلن للمجلس الانتقالي الجنوبي ولهدف استعادة دولة الجنوب المستقلة فأننا نحذر من فتح الباب أمام مثل هولاء كونهم لن يستقيموا ولن تتعدل أفكارهم المعادية للانتقالي وللجنوب وبكل تأكيد أنهم سيستغلون الهيكلة في الدخول إلى أروقة المجلس الانتقالي الجنوبي من أجل تحقيق أهدافهم المعادية التي سبق وفشلوا في تحقيقها وهي محاولة خلخلة تماسك الانتقالي الجنوبي و تشتيت وحدة الصف الجنوبي .



ولأن الهيكلة قد باتت ضرورية لمزيد من توحيد الجنوبيين فيجب أن تقترن بالكفاءة والنزاهة والوطنية والإخلاص ، كما يجب أن يكون جل اهتمام المجلس الانتقالي الجنوبي أثناء الهيكلة هو مراعاة حالة الشعب الجنوبي المعيشية والمحاولة في تحسين مستوى معيشته وتخفيف معاناته التي سوف تكون من خلال مراقبة عمل قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي وخاصة الذين جمعوا بين مناصب السلطة المحلية ومناصب المجلس الانتقالي الجنوبي في وقت واحد وإظهار الشدة في محاسبتهم على تقصيرهم أو فسادهم وبذل الجهود في حثهم على التحلي بصفات الإخلاص والشرف والنزاهة أثناء تأدية مسؤولياتهم و مهامهم بما يكون في صالح خدمة الشعب الجنوبي المعيشية والنضالية .