صوفية حضرموت وقواعد العشق الأربعون

لماذا ؟! ..وما المانع ؟
لماذا الكثير من الأدباء الحداثيون عندنا مقطوعي الجذور عن تراثهم الروحي والمادي وتفاصيله .. أتسآءل فقط ؟

وانا أرى ذلك الإعجاب المنقطع النظير برواية "قواعد العشق الأربعون "للكاتبة التركية "إليف شافاق" عن لقاء الفقيه جلال الدين الرومي بالصوفي "شمس الدين التبريزي" ...وفي تراثنا الحضرمي مايمكن ان يكون موضوع رواية مبهرة عن الشيخ الفقيه (الصوفي فيما بعد) عمر بن عبدالله بامخرمة وذهابه من الهجرين الى بلدة هينن للأنكار على الصوفي "عبدالرحمن باهرمز" كثير من الأمور التي رآها بعين الفقيه؛ فإذا به هو يقع في انجذاب روحي نحو من أراد الإنكار عليه ويتعرّض لمعاناة روحية جعلته يصوغ شعرا من أرق وأجمل الأشعار في عبدالرحمن هذا وفي هينن موطنه الروحي -رغم انكار ابنه الفقيه عبدالله بن عمر بامخرمة الذي كان يكنّ لأبيه كل المحبّة.

ومعاناة الفقيه الصوفي بامخرمة من السلطة والنفي والغربة الداخلية والخارجية و.....و.....و....كل ذلك بشكّل موضوعا لرواية ربما تكون أعظم -في رأيي - من رواية "قواعد العشق".

فأين من يغوص في تراثنا الفكري بعين وروح أديب موهوب ملتحم بزمان ومكان وعمارة وفكر وفن فترة ما.... يغوص فيها عقليا ووجدانيا ويحلّق بالخيال غير البعيد عن روح الوقائع ليخلق لنا عملا فنياً نحسّ فيه بانطباع تراث حضرموت الذي يلتحم بتراث الإنسانية الخالد الكامن في سبر أغوار النفس البشرية ؟؟؟!

*- د. عبدالعزيز بن عقيل  Abdul Aziz Bin Ageel