لن يحك جلدك يا عدن الا ظفر أبنائك

2013-08-13 05:19
لن يحك جلدك يا عدن الا ظفر أبنائك

عدن الحبيبة اليوم تراها بغير حلّتها التي نزعها عنها التتار الجدد ولا بهائها الذي أطفأه المحتلون .. ظلمها الأولّون وضاعف في ظلمها الآخرون .. سترى البناء وسترى الطرقات وستشاهد كثير من المظاهر التي تخدع البصر ولكنها لا تخدع البصيرة ..

كل ما أضافوه هو يصبّ في رصيدهم وعوائده تذهب الى جيوبهم ..

وتبقى عدن الغالية على قلوبنا في ثوبها الحزين  تتفرج على مصابها وتتألم وتنتفض وتدفع بخيرة بنيها الى شوارعها يقاومون الاحتلال والطغيان .. 

وتنادي من لا يزال متفرجاً وسلبياً منهم بنداء العمل من أجل إنقاذها وتقول لهم .. إن لم تخرجوا اليوم وتشمرون السواعد ، فإنكم سترون زماناً أسوأ مما رآه آبائكم .. فإن من لا يشارك في صنع النصر لا يستحق أن يشارك في ما يأتي به النصر .. وسيتقاسمون دونكم ما هو أكثر وأوسع ثقلاً على القلوب ! ..

إن الجنوب ملك  لجميع الجنوبيين وعدن تقول لأبنائها .. كيف يأتي الجميع ليقدموا الغالي والنفيس في شوارع عدن ويبذلون الدم فيها من أجل دولة جنوبية ينشدونها وأنتم جزء كبير منكم لا يزال متفرجاً وسلبياً ! ؟ ..

أليس أنتم الأولى وقبل الجميع بالعمل من أجل عدن والجنوب على أرضكم ! لماذا تختفي هنا القيم المدنية لتظهر بدلها السلبية واللامبالية ! .. شاركوا ..

على الأقل إن لم يكن لشيء  فلمستقبلكم ومستقبل أجيالكم حتى لا تصيبكم طامّة الأولين من أسلافكم ..

فإن ما فعله الأولون بهم ، يفعله الآخرون وأضعافه بكم فعلى ماذا الفرجة  وحتى متى الصمت ! ..

إن حجة عودة الأولون ليست بحجة وهم سيعودون حتماً بصمتكم وعدم وجودكم لأنهم سيحلون في الفراغ الذي تخلفونه ! .. 

إن غبتم عن المشهد وتحملتم ما يجري اليوم فبسبب هذا الغياب ستغيبون غداً وستتحملون ما هو أسوأ بكثير ! ..

إن الألم كبير في عدن والمؤلم أكثر أن جزأً كبيراً من أبنائها يشكو ويرفع الصوت  شاكياً باكياً في أكمامه دون أن يخرج الى الفعل المثمر ..

إن  ما يحدث لعدن لهو يقطع أنياط القلب ويصيب المتابع المحب لعدن بالأسى والقهر والألم ....

إن عدن يا محبوها  تعاني ولن يرفع معاناتها الا أنتم  وليس في الدنيا من محبين إفتراضاً وحقاً وواقعاً أكثر من ساكنيها وأبنائها ..