منجزات الإنتقالي واخفاقاته

2023-12-23 16:07

 

إن الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب هو إستعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة ما قبل يوم 22 مايو 90 على حدود ما قبل يوم 22 مايو 90 وقد تشكل المجلس الإنتقالي الجنوبي كوسيلة لتحقيق الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب إلا إن المجلس الإنتقالي في مسيرته حقق العديد من المنجزات التي تصب في مجرى تحقيق الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب واخفق في كثير .

 

إن من المنجزات التي حققها الإنتقالي بناء الهيكل التنظيمي للإنتقالي على مستوى الجنوب بشكل عام قمة وقاعدة ، ومنها تشكيل الجمعية الوطنية والمجلس الاستشاري وغيره من المؤسسات المدنية الجنوبية العامة ، ومنها بناء بعضا من الأجهزة العسكرية الأمنية والدفاعية الجنوبية ، ومنها إبراز القضية الجنوبية إعلاميا وسياسيا على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي من خلال أجهزة إعلامه الخاصة وتحركات قيادته السياسية المختلفة ، ومنها عقد مؤتمر الحوار الوطني في مايو 2023 والذي انضمت فيه إلى الإنتقالي العديد من المكونات السياسية الجنوبية الأخرى ولا تزال أبوابه مفتوحة حتى اليوم ، ومنها صد قواته لهجمات قوات الحوثيين على الجنوب في المناطق الحدودية للضالع ولحج وأبين وشبوة ، ومنها مكافحة قواته لقوى الإرهاب في كل المحافظات الجنوبية وخصوصا أبين وشبوة وحضرموت .

 

ولكن هناك أعمال للإنتقالي لا تخدم الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب ، منها التوقيع على اتفاقيات الرياض ومشاوراته والتي تتعارض تعارضا صارخا مع الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب، ومنها الإشتراك في حكومة الاحتلال اليمني ومجلس قيادتها الرئاسي والذي أيضا يتعارض تعارضا صارخا مع الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب ، ومنها إنعدام الرقابة المركزية على عمل الإنتقالي في المحافظات والمديريات والمراكز ، ومنها عدم نفض المجلس الإنتقالي لـ "جؤجؤه وجناحيه" ليتخلص من العناصر الفاسدة والانتهازية والوصولية والتي علقت به منذ تأسيسه حتى اليوم ، ومنها مسايرة المجلس الإنتقالي لقوى تتعارض إستراتيجياتها مع الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب ، ومنها قبول الإنتقالي بوجود قوات عسكرية يمنية في الجنوب لا تخضع له بل تخضع لقوى إقليمية ويمنية بحيث ستشكل مستقبلا خطرا على الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب ، ومنها تحالفه مع الجانب الدولي والإقليمي واليمني بالرغم من وضوح رؤية هذه الجهات بالنسبة للقضية الجنوبية والتي تعلن عنها بشكل صريح إنها مع وحدة اليمن وسلامة أراضيه ومع المرجعيات الثلاث إلا إن الإنتقالي لا زال مستمر في تحالفاته مع هذه الجهات .

 

للأسف إن الإنتقالي يسير على نفس خطى منظمة التحرير الفلسطينية مما يجعلنا كجنوبيين نتخوف إن يكون مصيرنا هو نفس مصير إخواننا الفلسطينيين تحت حكم الإحتلال الاستيطاني الصهيوني ونحن سنكون تحت حكم الإحتلال الاستيطاني اليمني المتخلف مالم يعيد المجلس الإنتقالي الجنوبي النظر في سياساته الراهنة.