عدن تتبع حضرموت وليس العكس... هل تطمئن لنا حضرموت

2024-03-18 01:48
عدن تتبع حضرموت وليس العكس... هل تطمئن لنا حضرموت
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

*- شبوة برس – خاص – الشيخ فاروق المفلحي.. كندا

تابعت حوارات كثيرة عن حضرموت وانها في قلب الوطن الجنوبي إلا ان الأمور بصدق تدعو إلى القلق فقد بدأت تضيق حضرموت بعدن لأسباب غير مبررة وما خفي اعظم وحضرموت وهذه حقيقة تمثل ثقل جغرافي وسكاني وتاريخي بل ومهد الثروات النفطية ويمكنها ان تكون القاطرة وليس المقطورة .

 

ومن نافلة القول ان قبائل حضرموت لديها حالة من عدم الرضى لما تعانيه من اجحاف وإقصاء وتهميش، على ان كل المحاورين من القادة الجنوبيين الذي وفدوا إلى حضرموت قد واجهوا نقداً لاذعاً وهناك قبائل لها ثقلها رفضت حتى المشاركة في حوارات مع قادة كبار من المجلس الانتقالي، ورغم بشارات انضمام بعض الشخصيات المهمة إلى المجلس إلا أن حضرموت غير راضية عن حالها الصعب وهناك من يستميلهم ويرغبهم ويغريهم.

 

والحقيقة فانه ومن خلال متابعاتي فهناك حالة من الميل الطبيعي لان تجد حضرموت نفسها بعيده عن التبعية! وهذا يعني طموحها في ان تنأى بنفسها عن صنعاء بل وللأسف وعدن، حيث ومحصلة تراكم تجاربها اثناء فترة الوحدة وقبلها أيام جنون الثوار تلقى بظلها وتأثيراته على ملامح تفكيرها فهي حسب ما يردد ان حضرموت هي المنطقة المنهوبة والمقصية رغم ثقلها السكاني والثروة النفطية وموروثها وتاريخها الضارب في اعماق التاريخ .

 

وعن حضرموت فهي في الحقيقة الثقل الاقتصادي والمساحة والسكان والتاريخ وبدونها فان الجنوب كصقر مهيض الجناح على ان كل المحافظات الغربية لا تقارن باهمية حضرموت التي تركت بصماتها التنويرية على العالم ، حيث وهي مجتمع الفاتحين واهلها الكرام حولوا الأرخبيل الاندنوسي ب ١٧ الف جزيرة إلى الاسلام  كما وأنهم نشروا الإسلام في معظم دول شرق افريقيا وكل هذا  بدون جيوش او عتاد فقط كان سلاحهم الطيبة والامانة والصدق وحب الانسان والقدوة الحسنة.. هنا علينا ان نضع حضرموت في موقعها السامي وان نصيخ أسماعنا لشجونها وبواعث قلقها وهمومها  .

 

لنعترف اليوم ان هناك ما يشبه النفور يمتد بين أهالي حضرموت وعلينا ان نسبق الاحداث، بان نعلنها صراحها ان دولة حضرموت الاتحادية   هي الحل وان دولة الجنوب الاتحادية ليس الخيار كاسم تاريخي فهو اسم جغرافي وليكن هدف المجلس الانتقالي هو منح حضرموت مكانتها واهميتها وبهذا قد نعيد بعض الثقة إلى حضرموت ويسلم الجنوب من التشظي.

 

ومن المؤسف ان هناك غزل وربما إغراءات من قبل دول، لتشجيع حضرموت على الانفراد بنفسها وان تنأى عن المشروع الجنوبي ولاسباب كثيرة ومصالح عميمة، ولا عجب في ذلك فهناك من يستميلها لثرواتها الواعدة وكذلك مساحتها المترامية وطيبة سجايا سكانها بل واهمية إطلالتها على البحر العربي بل والمحيط الهندي .

 

اذن على الانتقالي إذا امكن أن ينقل مركز النشاط الاداري من عدن إلى المكلا وان يعيش بين قبائل حضرموت واهلها الكرام وان يبقى على اتصال معهم فهم بصدق يعيشون حالة من القهر لما عانته حضرموت طوال تاريخها الحديث والاقتراب والمسمى هنا يحول دون استمالتها ومن ثم ابتعادها.

 

على انه من الاهمية مصارحة دول الجوار بان لا تذهب هذه الدول بعيدا في تشجيع حضرموت على ان تغرد خارج السرب الجنوبي، واذا كانت لهم مصالح عميمة مثل مد خط إمداد نفطي إلى بحر العرب فيمكن تسهيل ذلك بل ان هناك دول تمنح إطلالات بحرية وموانىء لدول حبيسة.

 

ومرة اخرى علينا ان نعمل على تدشين استقصاء ،لفهم الحالة النفسية والعتب لدى الحضارم ، ومن خلال ذلك الاستقصاء نعمل على تفادي التطورات التي لن تكون لصالح الجنوب في قادم الايام ، على انه قد سبق وان اعلن الرئيس عيدروس الزبيدي في احد خطاباته في حضرموت ان هناك مقترحات لمسمى الجنوب ومنها دولة حضرموت الاتحادية. واعتقد انه من المنطق والمصلحة اعتماد هذا الاسم حيث سيحول دون التأثير على ابتعاد حضرموت او المحافظات الشرقية عن المحافظات الجنوبية . وأخيرا تذكروا ان عدن تتبع حضرموت وليست حضرموت تابعة لعدن .