ان استمرار فرض ذلك الواقع المعادي لارادة النصر الجنوبي من خلال التحكم بمصير شعب الجنوب بالطريقه المفروضه عليه اليوم يعد عقاب جماعي يضع ارباب القرار امام مسؤولیة تاریخیه لاعادة النظر، وتصحيح اتجاه البوصله تجاه ما يرتكب بحق من انتصروا لدینهم ، ووطنهم وباتوا شامخين على ارضهم .
لقد ان الاوان لايقاف ذلک المخطط الموجه لتهديد المكتسبات التي تحققت علی ارض الجنوب، المخطط المعادي لارادة النصر من قبل تلک القوی الحاقده التی اظهر الواقع حجم الحقد، والغل الذي تکنه علی شعب الجنوب ، وتبنيها لادارة ازمات الاخضاع ، والتركيع، والتجويع للشعب الجنوبي ، ومضاعفة معاناته بخطط ممنهجة من مكان نزوحها .
ان ذلك الواقع الذي فرض على شعب الجنوب منذ الاجتياح الاول له عام 94م لم يغييب فهو مرسوم في اذهان الشعب في الجنوب ، وما طال من تدمير كامل لكافة مؤسسات دولة الجنوب، وعملية تنكيل، وتسريح، ونهب منظم لخيرات ارضه وثرواته البکر، والتسريح للمواطن الجنوبي من وظيفته العامة ذلک الواقع الذي واجهه الشعب الجنوبي بارادة الرفض في مراحل مختلفة من محطات النضال الجنوبي، وهي نفسها الارادة التي خرجت طوعية لمقاومة مليشيات الحوثي اثناء غزوها للجنوب ، وکتب لها النصر بالانتصار للمشروع العربي بتقويض امال ايران في التوسع والسيطرة ، وتهديد امن واستقرار المنطقة والخليج .
من الجرم ان يتعامل مع واقع مابعد التحرير للجنوب ، وتجاه ما قدمه هذا الشعب من تضحيات جسام ابان الحرب بارادة الخذلان في ظل استمرار فرض سياسة التعذيب الممنهج للشعب الجنوبي منذ تحرير ارضه .
الى متى سيظل مفروض هذا الواقع المؤلم الذي لم يشهده الشعب في اي مرحلة سابقة ، والى متى سيستمر الموقف المتفرج تجاه مایتعرض له شعب الجنوب الوفي العظيم ؟؟!
ان عملية البناء على الواقع الذي تشکل بعد عملية التحرير للجنوب عام 2015م بات ضرورة وطنية، والتزام قيمي تجاه شعب عظيم قدم فاتورة ،وضریبة غالية للدفاع عن ارضه ووطنه ، الشعب الذي اسس کيانه الوطني المجلس الانتقالي وبات قائده البطل الرئيس عيدروس الزبيدي مثالا بارزا وشريکا فاعلا مع شركاء النصر يتجاوز اختبار المراحل بتفوق تجسيدا لحسن النوايا ، وتاكيدا لمبدا ثبات الموقف الاخوي الصادق مع شرکاء النصر الجنوبي الاقليميين والدوليين .
ان واقع حال الاوضاع التي يعيشها شعب الجنوب وصبره، وصموده ، وثباته في وجه ماهو مخطط له من قبل قوى الفساد ، والمكر ، والخداع بعد اثبات فشلها في ادارة شؤونه يعطي شعب الجنوب حقه المكفول شرعا في التمكين من قراره لادارة شؤونه بنفسه وتقرير مصيره .
اياد غانم